قال الأديب الكبير، بهاء طاهر اليوم الخميس إن المجلس العسكري أعطي دفعة كبيرة للتيارات الدينية إبان فترة توليه قيادة المرحلة الانتقالية بمصر، وأنه دفع التيارات الإسلامية إلي الأمام بنفس القوي التي أقصي بها التيارات الثورية من المشهد وهو ما ساهم في حرف الثورة المصرية عن مسارها، وأعرب طاهر عن اعتقاده بأن الجيش لن يعود للحكم وقال إنه ليس مطلوباً منه العودة للحكم ولكن أن يصحح خطأه.
موضوعات مقترحة
وقال طاهر خلال تأمله لمسار الثورة المصرية في حفل توقيع كتابه الأخير "أيام الأمل والحيرة" والذي يضم مقالاته التي كتبها عن الثورة خلال الفترة الماضية، بمكتبة ديوان الزمالك، مساء الليلة، إن خطأ المجلس العسكري هو تسليمه السلطة علي طبق من فضة للتيارات الإسلامية، ومساهمته في نقض مبدأ المساواة الوطنية بأن أشرك السلفيين والتيارات المتشددة في حل المشكلات الطائفية وغيرها مثل حادثة أطفيح.
وأعرب طاهر عن تقديره الشديد للجيش المصري، وكونه سنداً أساسياً للوطنية المصرية عبر التاريخ، قائلاً أن ما أساء للجيش كان المجلس العسكري، الذي قام بتفاهمات شفوية أو مكتوبة لإقصاء التيار الثوري ودفع التيار الديني للسلطة.
وقال طاهر إن المجلس العسكري بالاتفاق مع تيارات الإسلام السياسي قضيا علي مكاسب المصريين خلال عقود متتالية بأن استطاعا شق صف الأمة المصرية وأصبح هناك حديث عن الحزبية والهوية المصرية القائمة منذ زمن بعيد علي التعددية والاختلاف الثقافي.
وأضاف طاهر: "نريد من الجيش أن يصلح غلطته بأن يعيد ما سلمه للتيار الإسلامي للشعب مرة أخري".
وقال إن أي خطوة لتقدم أي أمة تكون بتحقيق الاستقلال الوطني، وما يجب الاستقلال عنه الآن هو النفوذ الأمريكي والخليجي، مشيراً في الوقت ذاته إلي رفضه لدعوات للمشاركة في مؤتمرات لأدباء سوريا برعاية سعودية وقطرية.
وقال طاهر إن كتابه يحاول أن يقدم من خلال نافذة أسبوعية هي مقالات التي نشرها بالصحف خلال الفترة الماضية، رؤية تفصيلية عن كيف انحرفت الثورة عن مسارها وكيف تم تسليمها للتيارات الإسلامية.
ولفت طاهر إلي أنه من الصحيح أن الكتابة عن أي ثورة عظيمة يجب أن تنتظر حتي تستقر تلك الثورة وتتخذ أوضاعها ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نصمت ولا نكتب شيئاً ولكن أن نحاول أن نقول ما يجري.
وقال: "حاولت في مقالاتي تدوين الأحداث أسبوعاُ بأسبوع من وجهة نظر شخص عاش الأحداث بطريقة لا افتعال فيها، وأهم ام في الكتاب بالنسبة لي هو أنه يدون بالترتيب الأحداث وكيفية وقوعها".
وعن حادثة اختطاف الجنود المصريين سيناء قال طاهر إنه لو تم الإفراج عن الجنود تحت شروط الجهاديين الذين اختطفوهم فإن هذه ستكون مصيبة لأنه بهذا الشكل سنجد كل يوم جنود مخطوفين بمطالب مختلفة.
واختتم طاهر كلامه بتعليق علي حركة تمرد التي قال إنها حركة سلمية رائعة، وما يقوم بها شبابها حق أصيل لكل شعب للتعبير عن رأيه. أضاف:"الحكاية دي مضايقة إخواننا أوي وبدأوا يقبضوا علي أعضاء الحركة. لسه ما قبضوش علي اللي بيوقعوا لكن يمكن".
وأعرب طاهر عن اعتقاده بأن الحركة لن يكون لها تأثيراً مادياً كبيراً، ولكن تأثيرها سيكون معنوياً وقال للحضور: "إذا أردتم التغيير المادي فعليكم باتباع مسالك أخري".
بهاء طاهر من أبرز كتاب الأدب في مصر، وقد نال جائزة البوكر العربية عام 2008 عن روايته الشهيرة "واحة الغروب"، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998. ولد طاهر عام 1935، وهو أيضا مترجم ومخرج مسرحي، وعمل لمدة 20 عامًا كمترجم فوري بالأمم المتحدة. ومن أبرز أعماله "واحة الغروب" و"أنا الملك جئت" و"خالتي صفية والدير".
بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر بهاء طاهر