Close ad

حاتم الطرابلسي لـ «الأهرام العربي»: أياكس حرمني من اللعب لأرسنال وميلان| حوار

1-3-2021 | 20:32
حاتم الطرابلسي لـ «الأهرام العربي أياكس حرمني من اللعب لأرسنال وميلان| حوارحاتم الطرابلسى
حوار ـ حمدى الحسينى
الأهرام العربي نقلاً عن

«كافو» أفضل ظهير أيمن فى التاريخ.. وإبراهيم حسن ترك بصمة لا تنسى

موضوعات مقترحة
وقعت عقدا مع ليفربول مدته خمس سنوات.. ولم ألعب بسبب «طبيب»!
تألقت مع مانشستر سيتى.. وتركت الفريق لأسباب «إماراتية»!
«أزمة نفسية» وراء اعتزالى الكرة وعمرى 29 عاما
مصطفى محمد مهاجم «صاحب كاريزما» وأتوقع نجاحه فى أوروبا
«ميدو» أضاع فرصة التفوق على محمد صلاح
رمضان صبحى فشل فى إنجلترا بسبب «عقليته»


فى كتاب نشره المهاجم السويدى الشهير زلاتان إبراهيموفيتش نجم ميلان الإيطالى حاليا، عن مسيرته الحافلة والأندية العديدة التى لعب لها، خصوصا فى بداية مشوار النجومية، تحدث عن محطة أياكس الهولندى واللاعبين الذين لا ينساهم فى تلك التجربة، من بينهم اللاعب الذى وصفه بالغزال الأسمر، الخلوق المتفانى فى عمله.

هذا اللاعب كان حاتم الطرابلسى، نجم أياكس ومانشستر سيتى، ومنتخب تونس سابقا، الذى قال عنه إبراهيموفيتيش كذلك:«هو بالنسبة لى أفضل ظهير أيمن فى العالم مع كافو البرازيلى، وأفضل موزع للكرة تعاملت معه فى مسيرتى الكروية».

المثير للدهشة أنه مع كل هذه الإجادة فى مركز الظهير الأيمن، كان حاتم الطرابلسى، يرفض تماما اللعب فى هذا المركز الذى لا يناسب إمكاناته وقدراته الهجومية، وهذا ما سألت حاتم عنه فى بداية حوارى معه.

> لماذا كنت ترفض اللعب كظهير أيمن فى بداياتك.. وكيف تأقلمت وأصبحت أحد أبرز لاعبى هذا المركز فى العالم؟

كنت فى الصغر متيما بالنجم التونسى الكبير حمادى العقربى، أحد أهم لاعبى الوسط فى الصفاقسى ومنتخب تونس، كان قدوتى ومثلى الأعلى، لذلك انضممت لنادى الصفاقسى ولعبت كصانع ألعاب، ثم مهاجم وعلى الأجنحة، ولم أفكر أبدا فى اللعب كظهير، لكن الصفاقسى عانى من النقص فى مركز الظهير الأيمن، فطلبوا منى اللعب فى هذا المركز، رفضت كثيرا حتى أقنعنى المدرب الكبير فوزى البنزرى، حيث تولى تدريب الفريق، وفوجىء الجميع بإجادتى وتألقى فى مركزى الجديد، بسبب استغلال مهارتى وسرعتى فى النواحى الهجومية، واحتاجنى المنتخب التونسى فى ذات المركز، وساعدنى تألقى فى الانضمام لأحد أهم الأندية الأوروبية فى تكوين وصناعة النجوم، أياكس الهولندى، لقد كنت محظوظا بالانضمام لهذا النادى، لكن أود أن أقول إن أغلب ظهراء الجنب المميزين فى العالم أمثال كافو وروبرتو كارلوس كانوا مثلى، بدايتهم لاعبى وسط ومهاجمين، مما ساعدهم على التألق بالسرعة والمهارة فى مركز الظهير.

> تألقك مع أياكس جعلك أساسيا مع منتخب تونس ولعبت مع نسور قرطاج فى كأس العالم ثلاث مرات، لكنك لم تحقق حلمك باللعب فى الدورى الإنجليزى سوى موسم واحد.. ما الأسباب؟

لعبت لأياكس من 2001 إلى 2006، فزت خلالها بالدورى مرتين، والكأس مرتين، وكأس السوبر الهولندى مرتين، ومع منتخب تونس، فزت باللقب الإفريقى الوحيد فى تاريخ بلادى كأس أمم إفريقيا 2004، كما شاركت فى مونديال 1998،2002،2006، وهى مسيرة حافلة أعتز بها بكل تأكيد، وكان حلمى الأكبر اللعب فى الدورى الإنجليزى، وتلقيت بالفعل بعد كأس العالم 2006، عرضا من ليفربول عن طريق مدربه آنذاك رافائيل بنيتيز، واتفقنا على عقد مدته خمس سنوات، لكن بعد الكشف الطبى، ضاع الحلم بسبب إصابتى فى الركبة، لم تكن إصابة مزمنة، إلا أن طبيب ليفربول حذر من التعاقد معى لأنها مغامرة، وقبلها طلبنى أرسين فينجر مدرب أرسنال الشهير للعب بجوار تيرى هنرى النجم الفرنسى، لكن أياكس بالغ فى مطالبه المادية فانصرف أرسنال عن التعاقد معى، وهو نفس ما تكرر مع ميلان فى 2003، عندما طلبنى المدرب كارلو أنشيلوتى آنذاك لألعب مع جيل ميلان الرائع الذى ضم كاكا وتشيفسنيكو وغيرهما، لكن أياكس أفسد الصفقة بسبب مطالبه المادية.

> لكنك لعبت لمانشستر سيتى موسم 2007-2006، كيف حدث ذلك برغم الإصابة؟

كان عقدى مع أياكس قد انتهى، وانتقلت لهم انتقالا حرا بعد فشل انضمامى لليفربول، لأن إصابتى كما قلت لك كانت عادية، ومسئولو مانشستر سيتى قبلوا المغامرة وتعاقدوا معى لموسم واحد على أن يتم التمديد حسب مستواى، وبالفعل قدمت أداء جيدا، وأحرزت هدفا فى ديربى مانشستر، واتفقنا على التجديد فى نهاية الموسم، لكن حدثت المفاجأة.

> ما تلك المفاجأة؟

ذهبت مع مانشستر سيتى إلى دبى لإقامة معسكر إعداد للموسم الجديد، وهناك تمت صفقة بيع النادى للإمارات، ورأى المستثمرون الجدد بناء فريق جديد والتعاقد مع لاعبين آخرين، فانفصلت عن الفريق وتوجهت إلى تونس مباشرة، وقررت الاعتزال برغم أن عمرى وقتها كان 29 عاما فقط.

> لماذا اعتزلت.. برغم أنك تلقيت عروضا مغرية أخرى خصوصا مع السعودية؟

بالفعل قدم لى نادى الهلال السعودى عرضا مغريا جدا، وتلقيت عروضا خليجية وعربية أخرى وفرنسية، لكننى مع كل التقدير والاحترام لهذه الأندية، خصوصا الهلال فضلت الاعتزال بعد أن أصابتنى «أزمة نفسية» وحالة اكتئاب شديدة، فبعد أن كنت قريبا من ليفربول وأرسنال وميلان، وضاعت كل أحلامى كان من الأفضل لى إنهاء مسيرتى.

> ألم تندم على الاعتزال المبكر؟

لم أندم على الإطلاق، ومقتنع بأننى أخذت نصيبى، ورفض التعاقد معى لأسباب طبية لم يكن عيبا فى حقى، لذلك فأنا راض تماما عن مسيرتى وما حققته خلالها من إنجازات بفضل الله.

> خلال فترة وجودك مع أياكس لعبت مع النجم المصرى ميدو كيف كانت العلاقة والتفاهم بينكما فى الملعب وخارجه؟

كانت علاقتى معه ممتازة، وأرى أن ميدو بما كان يملكه من قوة بدنية هائلة وضربات رأس رائعة وتسديدات قوية كان بإمكانه كرأس حربة مميز جدا أن يحقق إنجازات وألقابا أكثر مما حققه، لكنه كان «صداميا» بطبعه وأثار مشاكل كثيرة مع المدربين ولم يكن صبورا، وتنقل بين فرق كثيرة دون أن يبقى طويلا فى أى فريق، فلم يقدم سوى نصف إمكاناته تقريبا فى كل تجاربه، ولو كان يمتلك عقلية محمد صلاح مثلا ربما كان يتفوق على صلاح وعلى الكثيرين.

> إذن.. هل ترى أن عقلية محمد صلاح هى السبب الرئيسى فيما وصل إليه؟

بكل تأكيد، فالعديد من اللاعبين على مستوى العالم لديهم الموهبة والمهارات والسرعة، لكن العقلية والإصرار على تحقيق الهدف والوصول إلى الحلم هى العوامل الأهم للنجاح، وهذا ما يميز صلاح الذى خرج من فريق «المقاولون العرب» فى مصر ـ ليس الأهلى والزمالك ـ إلى فريق أوروبى مغمور هو بازل السويسرى، لكنه إلى جانب الموهبة كان يمتلك العقلية التى ساعدته على تطوير نفسه، وتحدى كل الظروف الصعبة لينتقل بعدها إلى تشيلسى ثم فيورنتينا وروما الإيطاليين، ويتألق لينضم إلى ليفربول ويصبح بطلا لدورى أبطال أوروبا، وبطلا للدورى الإنجليزى ومونديال الأندية وهدافا للبريميرليج، كل هذا النجاح يلزمه عقلية احترافية معينة.

> هل اللاعب العربى بشكل عام يفتقد لتلك العقلية؟

أغلب اللاعبين العرب يميلون إلى الاستسهال، باللعب فى أى دورى عربى أو خليجى، والحصول على الأموال الطائلة والشهرة الواسعة بدون تعب كبير، فاللعب فى أوروبا صعب للغاية، وله تضحيات كثيرة، خصوصا من ناحية الشهرة فى بداية مشوار الاحتراف، والتدريب فى أوروبا شاق جدا والتنافسية على أعلى مستوى، وفى رأيى أقل ناد فى أوروبا أفضل من الأندية فى إفريقيا والوطن العربى، لذلك أغلب اللاعبين العرب يفشلون سريعا فى تجاربهم الاحترافية الأوروبية برغم موهبتهم الكبيرة، فرمضان صبحى مثلا لاعب جيد لكنه لم يتأقلم فى إنجلترا، ولم يقدر على الحرمان من عائلته وأصدقائه ففشل فى تجربة احترافه القصيرة، فى أوروبا «مافيش مجاملات» لابد أن تصبر وتفرض نفسك على الجميع بأدائك ولا تثير المشاكل، مثلما فعل حسام غالى نجم الأهلى الأسبق فى توتنهام الإنجليزى، فقد كانت إمكاناته الفنية عالية جدا، لكن مشاكله تسببت فى إنهاء مسيرته الأوروبية سريعا.

> ومن تتوقع له من اللاعبين العرب تكرار تجربة محمد صلاح الأوروبية؟

من مصر هناك المهاجم مصطفى محمد، عنده «كاريزما» وشخصية ممتازة فى المباريات الصعبة، وتحكم فى الكرة على أعلى مستوى، وأتوقع له شأنا كبيرا فى الملاعب الأوروبية، من زمان لم أشاهد مهاجما مصريا مثله، والدورى التركى محطة جيدة له، يمكن أن ينتقل بعدها إلى ناد أكبر، هناك كذلك لاعب تونسى عمره 18 سنة فى نادى الصفاقسى اسمه الحباسى، موهوب ويمكنه اللعب فى أوروبا لو استمر بنفس المستوى.
 

منذ اعتزالك لم يترك لاعب تونسى بصمة واضحة فى أوروبا برغم أن الكثيرين احترفوا ـ ومازالوا ـ فى أندية فرنسية بالتحديد؟

عندك حق، هناك لاعبون مميزون مثل فرجانى ساسى وفخر الدين بن يوسف وغيرهما، خاضوا تجارب قصيرة فى أوروبا ولم ينجحوا بسبب عدم التأقلم، والاستسهال كما قلت لك، فقد وجدوا المال والشهرة فى الأندية الخليجية والمصرية، فلماذا التعب والمشقة فى أوروبا.

 وهل ترى ذلك السبب الرئيسى فى عدم تحقيق المنتخب التونسى لألقاب إفريقية بعد إنجازه الوحيد فى 2004؟

بكل تأكيد، فالاحتراف فى أوروبا يساعد المنتخبات الإفريقية على تحقيق الإنجازات والألقاب قاريا وعالميا، وهو ما نراه واضحا فى نماذج نيجيريا والكاميرون وغانا والمغرب والجزائر، نحن فى تونس لو غاب النجمان يوسف المساكنى ووهبى الخزرى يتأثر مستوى الفريق بشدة، أما المنتخبات التى تمتلك وفرة من النجوم المحترفين فى أوروبا فالوضع مختلف بالنسبة لها.

> وماذا عن منتخب مصر؟

برغم وجود عدد من المحترفين لا بأس به فى السنوات الأخيرة، لكن ليس هناك من يعوض محمد صلاح، وتلك هى أكبر مشكلة فى الوقت الراهن.

> من تراه من اللاعبين السابقين أو الحاليين ترك بصمة فى مركز الظهير الأيمن على المستويين العالمى والعربى؟

عالميا، البرازيلى «كافو» أفضل ظهير أيمن شاهدته فى حياتى تعلمت منه الكثير، وشرف لى أن ميلان تعاقد معه بعد أن رفض أياكس انتقالى إلى النادى الإيطالى فى 2003، كذلك هناك البرازيلى دانى ألفيش، أما عربيا فهناك إبراهيم حسن وأحمد فتحى، والتونسى طارق ثابت، لكننى أحب أن أشيد بابن بلادى الظهير الأيسر الأكثر تأثيرا فى إفريقيا على معلول، فهو صاحب مستوى ثابت ومؤثر جدا منذ انضمامه للأهلى فى 2016، وقد ساعده على النجاح وجوده فى منظومة محترمة، ولا أبالغ إذا قلت إن الأهلى يقارن بالأندية الأوروبية وليس الإفريقية، منظومة ناجحة بكل المقاييس، تحترم من يعمل بها وتقدره وتساعده على النجاح، وهو ما حدث سابقا مع صديقى أنيس بوجلبان لاعب الصفاقسى عندما احترف بالأهلى وحقق معه ألقابا عديدة، وكان يحكى لى ـ ولا يزال ـ عن إدارة وجماهير الأهلى العظيمة.

> بمناسبة الحديث عن الأهلى وإعجابك بما يحققه من إنجازات وبإدارته.. كيف تقيم تجربة وخطوة التعاقد مع موسيمانى؟

كانت خطوة مفاجئة بالنسبة لى شخصيا، لكن برافو إدارة الأهلى، اتخذت قرارا شجاعا ومدروسا، وهذا يحسب للكابتن محمود الخطيب، ومجلس الإدارة، خصوصا أنهم لم يفكروا بعنصرية فى هذا التعاقد، وموسيمانى مدرب رائع صنع تاريخا مع صنداونز، وخلال أشهر قليلة صنع تاريخا آخر مع الأهلى بالفوز بدورى أبطال إفريقيا وكأس مصر واستكمل مشوار الدورى بنجاح بعد رينيه فايلر، وأخيرا الفوز ببرونزية كأس العالم للأندية، وأعتقد أن شعبية الأهلى فى إفريقيا زادت بشكل كبير بعد التعاقد مع موسيمانى، خصوصا فى جنوب إفريقيا.

> وهل ترى الأهلى قادرا على تكرار إنجازه الإفريقى والفوز بدورى الأبطال للمرة العاشرة؟

هنيئا لمصر بالنهائى الإفريقى السابق، فقد كان تاريخيا بين الأهلى والزمالك، وقدم الفريقان صورة مشرفة جدا للكرة المصرية، والفريقان قادران على الفوز باللقب هذا العام، سواء الأهلى بخبراته وروح لاعبيه العالية، أم الزمالك بما يملك من مجموعة مميزة من اللاعبين الحاليين.

> أخيرا.. لماذا اتجهت إلى التحليل التليفزيونى وفضلته على التدريب والإدارة الرياضية؟

لا أنكر أننى فكرت فى التدريب، لكننى وجدته مثل اللعب تماما، معسكرات وضغوط مستمرة، لذلك رحبت بالتحليل التليفزيونى لأن ضغوط العمل أقل كثيرا، وفى ذات الوقت أعيش من خلاله «أجواء الكرة»، والتقى مدربين كباراً ولاعبين سابقين، وأستمتع بالعمل معهم، وأعطى لأسرتى وقتا كبيرا وهو ما كنت أفتقده وأنا لاعب.

> وما أكثر الدوريات الأوروبية التى تحب مشاهدة مبارياتها وتحليلها؟

الإنجليزى بكل تأكيد، لأن كل مبارياته ممتعة وتمتاز بالسرعة والقوة والمستويات متقاربة بين كل الفرق، وتستهوينى بعض مباريات القمة فى الدوريات العربية فى المشاهدة والتحليل مثل الأهلى والزمالك، الوداد والرجاء فى المغرب، والهلال والمريخ فى السودان، الهلال والنصر فى السعودية.


حاتم الطرابلسي مع الزميل حمدي الحسيني

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: