Close ad
1-3-2021 | 16:24
الأهرام اليومي نقلاً عن

لا أتحدث هنا بالطبع عن الطرق الطويلة والسريعة التى أقيمت مؤخرا بين محافظات مصر وأقاليمها المختلفة، والتى تعتبر بلا شك طفرة رائعة لشبكة الطرق والاتصال فى مصر، وإنما أتحدث عن الطرق الداخلية فى القاهرة، وهو ما ينطبق غالبا على المدن المصرية كلها. ولا يحتاج الأمر سوى أن تتمشى فى أى شارع فيها لتدرك تلك الحقيقة المرة النى نسيناها، وتعودنا عليها، ولا يختلف الأمر جذريا إن كنت تسير فى شارع فى القاهرة أو الإسكندرية، أو فى شارع فى طنطا أو أسيوط....إلخ.

كما لا يختلف الأمر بالقاهرة لو أنك كنت تسير فى المهندسين أو الدقى أو فى السيدة زينب أو حلوان أو دار السلام...إلخ، فكلها فى الهم شرق كما يقال، فالاختلاف فى الدرجة فقط ولكن الظاهرة هى هى، أى الطرق المتكسرة والمحفورة والمتربة، وأكوام الحجارة والطوب، بل إن إحدى الدواهى تتمثل فى الأرصفة، خاصة الجديدة منها- التى يصل ارتفاعها إلى ربع المتر أحيانا، فتحتاج لمن يساعدك على الصعود للرصيف أو الهبوط منه الى سطح الارض سالما. بل إن حيا مثل التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، اختفت فيه الأرصفة أصلا بعد أن استولى عليها أصحاب الفيللات وزرعوها، فلا تجد مفرا إن حاولت السير فى الشارع، من أن تسير مرتعشا محاذيا للسيارات التى تمرق كالسهام على يسارك. لقد سبق أن كتبت أكثر من مرة فى هذا الموضوع،

ولكن عودتى للكتابة فيه جاءت إثر زيارة لأقارب قمت بها الجمعة الماضى بمنزلهم بالمعادى الجديدة بمنطقة تسمى تقسيم اللاسلكى! إن العمارات فى المنطقة معظمها كبيرة وفاخرة، ولكن الشوارع كلها فى حالة مزرية. ولقد قال مضيفى عندما قلت له تلك الملحوظة، إن الشوارع سوف يتم رصفها قريبا، قلت له إننى لا أتوقع تغييرا جذريا، فالمواصفات والاشتراطات الهندسية السليمة لمكونات وبناء الطرق موجودة فقط فى الكتب، أما فى الواقع فالأمر مختلف، ويندرج تحت مسميات الإهمال والفساد التى هى للأسف أظهر ما تكون فى تعبيد الطرق فى مصر المحروسة.

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..