« نرجسى مع ميول لجنون العظمة والسلطوية وقدرة خطابية غير عادية ومهارة فى العلاقات العامة. الإعلام يمثل أهمية قصوى له. يعتقد أنه كلى القدرة وقادر على فهم المواقف المعقدة. البقاء السياسى همه الأول. لا يخاطر. منافعه الشخصية ومنافع الدولة لا تنفصل». هكذا حلل شاؤول كيمحى أستاذ علم النفسى الإسرائيلى شخصية نيتانياهو المقبل على انتخابات برلمانية بعد 10 أيام.
ولأن الانتخابات ستحدد مستقبله وما إذا كان سيظل حرا أم يواجه السجن إذا أدين بتهم الفساد والرشوة وخيانة الأمانة التى يحاكم عليها، ولأن هذه سماته النفسية، فإن من الطبيعى أن يتصرف حاليا، وكأنه فى عالم اللامنطق. يفعل أى شىء للفوز. يتواصل مع السلطة الفلسطينية بعد أن كان يحاصرها لتقنع المجتمع العربى بإسرائيل بالتصويت له.
نشرت صحيفتان إسرائيلية وأمريكية أنه تفاوض على صفقة سرية تحصل سوريا بمقتضاها على مئات آلاف الجرعات من اللقاح الروسى بأموال إسرائيلية مقابل استعادة فتاة محتجزة بسوريا. وجرى تبرير مسألة اللقاحات بأنها لأسباب إنسانية مع أن الفلسطينيين ممنوعون من الإنسانية الإسرائيلية. قبل ذلك، غازل العرب بإسرائيل( 20% من إجمالى السكان) متعهدا بتعيين أول وزير منهم إذا انتخبوه وفاز.
داخليا، يفعل الأعاجيب. عقد الاتفاقات مع الأحزاب العنصرية والمتطرفة وبذل أقصى الجهود لتتوحد وتتخطى عتبة الحصول على 3.5% من إجمالى الأصوات كى تتمثل بالكنيست. بل إنه تراجع عن دعمه لمجتمع المثليين خضوعا لحزب شديد التطرف دعم اغتيال رابين عام 1995، رغم أنه فاخر العالم بأن المثليين يعيشون بفخر وأمان بإسرائيل. لا يشعر بأى تناقض أو وخز فى الضمير. إنها السياسة التى تبرر الوسيلة. مسئول بالليكود دافع قائلا: لا يجمعنا مع المتطرفين سوى إرادة الفوز بالانتخابات.
مشكلة هذا النهج الميكافيلى أن صاحبه لا يلتزم بأى اتفاقيات إلا إذا كانت لمصلحته الشخصية، وهو مستعد للتخلى عنها إذا شكلت خطرًا عليه حتى لو كانت دولية. وقبل سنوات، تنصلت إسرائيل من اتفاقياتها مع السلطة الفلسطينية، وآنذاك قال شيمون بيريز أحد الزعماء الحمائم: ليس هناك اتفاقات مقدسة. لنتصور الأمر مع نيتانياهو!.