قبل عدة أشهر، وفي مقال سابق في هذه الزاوية، قلنا إن مصر تستطيع أن تمسك بزمام المبادرة لتبريد الأحداث، وإنها القادرة على ممارسة الدور الأكبر لوقف التدهور الحاصل في عدد من دول الإقليم، وكان دافعنا في المقام الأول المصلحة الإستراتيجية لبلادنا عندما يعود الاستقرار وتماسك أركان هذه البلاد وتسترد قوتها، ولم يخب ظني ولم تظل الأمنية بعيدة، ففي فترة وجيزة تمكنت الدولة المصرية بسياستها ومؤسساتها من ترتيب الأوراق والإمساك بملفات الصراعات في ليبيا والفرقاء الفلسطينيين.
وبالفعل تمكنت من تحقيق انفراجة كبيرة في الأزمة الليبية والانفتاح علي الحكومة الجديدة وإعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس، وهو ما يؤكد ان القاهرة تقف علي مسافة واحدة من الجميع ويعنيها مصلحة ورفاهية الشعب الليبي، كما احتضنت القاهرة لقاءات المصالحة الفلسطينية ليخرج الفرقاء من اجتماعاتهم بمصر بخريطة طريق وتوافق يفتح المجال لمرحلة جديدة من العمل معا من أجل دولتهم المستقلة.
لم يكن بعيدا عن هذا وذاك التعاون المستمر مع الأشقاء في السودان والعمل علي دعم واستقرار البلاد وحمايتها من الانزلاق إلي الفوضى، وأيضا هذه العودة الدافئة في العلاقات المصرية - العراقية والزيارات المتبادلة لقيادات رفيعة المستوي في البلدين، قطعا كل ذلك يفتح الباب لفرص العمل وتنشيط حركة التجارة وتبادل المنافع والمصالح وهو ما ينعكس إيجابيا علي تحسين الأحوال الاقتصادية لشعوب المنطقة.
فاصل قصير:
واصل طريق العمل والإخلاص والجدية والاجتهاد، تغلب على صعابك بالصبر وقوة التحمل تجاهل الإحباط، حتمًا ستصل إلى أهدافك، فالله لا يضيع جهد المخلصين.