من حق الدول الغربية أن تستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة، ومنها القوة، في مواجهة الإرهاب الذي ينشط على أراضيها، بذبح ودهس مدنيين أبرياء من عابري الطريق يختارهم الإرهابيون بشكل عشوائي يحتقر الحق في الحياة، أو بجرائم أخرى بأسلحة ومتفجرات، أو بجرائم وهي في طور التآمر تُضبَط فيها أدوات قتل وتخريب، أو ضد هؤلاء الذين يبثون الترويع بالتهديد بالقتل، لخلاف ينبغى أن يظل فى إطار الصراع الفكرى..إلخ.
ومن هذا البند الأخير، فقد أوقفت الشرطة الفرنسية الجمعة الماضى خمسة أشخاص فى إطار التحقيق فى تهديدهم بقتل فتاة مراهقة لم تبلغ الثامنة عشرة، لأنها نشرت مقطع فيديو قالوا إنها انتقدت فيه الإسلام. وهى مجرد قضية واحدة فى فرنسا، إضافة إلى قضايا أخرى متعددة فى دول أخرى.
يرى البعض على مواقع التواصل الاجتماعى أن من حق مصر أن تتعامل بالمثل مع الدول الغربية، وألا تتعاون معهم فى أزمة تعرضهم لضربات الإرهاب، وذلك ردا على تخاذل الغرب إزاء محنة مصر عندما نشط فيها الإرهاب قبل سنوات قليلة، وكان الموقف الغربى، بشكل عام، يتقاعس عن دعم مصر، بل وصل، فى بعض الحالات، إلى أن بعض دول الغرب ساعدت الإرهابيين باستضافة بعض قادتهم، وتوفير الدعم المعنوى لتنظيماتهم، وإصدار البيانات الحكومية، مع ضغوط إعلامهم وبعض منظمات مجتمعهم المدنى، حيث يعتبرون الإرهابيين أصحاب رأى سياسى, ويطلبون لهم الحماية بتشويه موقف الدولة المصرية والقول بأنها هى التى تعتدى عليهم..إلخ!
ومن حجج ترك الدول الغربية لمصائرها مع الإرهاب، أنها مسألة داخلية لديهم، فالإرهابيون هناك مواطنون حتى لو كانوا تحصلوا على جنسيات الدول الغربية قريبا، وهو ما يلقى على الدول الغربية واجب علاج مشاكلهم، بجهودهم، وأن يتحملوا نتائج فشلهم..إلخ.
وأما إذا تجاوزنا عن روح التشفى، وعن الرغبة فى جعلهم يتذوقون معاناة المصريين، فإنه يمكن لمصر، بخبراتها العريضة فى التعامل مع الإرهابيين، أن تفيد العالم كله، وبما يعود على مصر والمصريين من تطويق الإرهاب فى أى بقعة، وبما يستهدف تأسيس آلية دولية لمحاربة الإرهاب.