Close ad

"الرؤية الإلكترونية" أزمة جديدة تواجه قانون الأحوال الشخصية.. وقانونيون: لا تحقق غاية المشرع

12-2-2021 | 15:30
الرؤية الإلكترونية أزمة جديدة تواجه قانون الأحوال الشخصية وقانونيون لا تحقق غاية المشرع قانون الأحوال الشخصية - صورة تعبيرية
شيماء شعبان

ما زال قانون الأحوال الشخصية يثير جدلا واسعا، باعتباره أحد القوانين المؤثرة في حياة الأسرة المصرية، حيث صدر أول قانون منظم للأحوال الشخصية في عام 1920، لكن هذه القوانين مازال بها الكثير من العوار، ومن أهم البنود المتضمنة في القانون القديم ومشروع القانون الحالي المقدم من الحكومة هو "الرؤية"، حيث تنص المادة 67 من قانون الأحوال الشخصية على أنه يتم تنفيذ الحكم الصادر برؤية الصغير في أحد الأماكن التي يصدر بتحديدها قرار من وزير العدل بعد موافقة وزارة الشئون الاجتماعية وذلك ما لم يتفق الحاضن والصادر لصالحه الحكم على مكان أخر.

موضوعات مقترحة

 ويشترط في جميع الأحوال أن يتوافر في المكان ما يشيع الطمأنينة في نفس الصغير، ولا ينفذ حكم الرؤية بالإجبار بأي حال من الأحوال، كما تنص المادة 4 أيضا من قرار وزير العدل رقم 1087 على أنه في حالة عدم اتفاق الحاضن على المكان الذي يتم فيه رؤية الصغير يكون للمحكمة حق الاختيار من الأماكن الخاصة بالرؤية وفقًا للحالة المعروضة عليها وبما يتناسب قدر الإمكان وظروف أطراف الخصومة مع مراعاة أن يكون المكان مصدر طمأنينة للصغير ولا يحمل على أطراف الخصومة مشقة لا تحتمل.
 

لكن هناك مطالبات عديدة باستبدال "الرؤية " بما يسمى "الاستضافة" حتى يتمكن الأب من الاختلاط بأطفاله يومين في الأسبوع بدلا من رؤيته فقط 3 ساعات إذا تم التنفيذ، وكان هناك بند جديد بالرؤية يضيف السماح بالرؤية الإلكترونية.
 

" بوابة الأهرام" حاورت المختصين حول بند الرؤية الإلكترونية هل تمثل أزمة جديدة أمام قانون الأحوال الشخصية


مصلحة الصغير

من جانبه تحفظ المستشار رجب عزوز المحامي بالنقض والمتخصص في قضايا شئون الأسرة، على اقتراح الرؤية الإلكترونية نظرا لأن الغاية التي توخاها المشرع من الرؤية هو المقابلة والمشاهدة والمعايشة، عن قرب وللحديث المباشر بين من له حق الرؤية ومشاهدة الصغير، لأن الرؤية شرعت لمصلحة الصغير وأيضا لمصلحة من له حق الرؤية، لافتًا إلى أن المشاهدة إن كانت عن بعد فلا يتحقق بها الغاية التي توخاها المشرع من القرب والتقارب بين الصغير ووالده أو على الوجه الآخر والدته.


الاستضافة

وتابع: الأمر الآخر فيما يتعلق بالاصطحاب أو الاستضافة هو أمر تقره الشريعة وأخذت به أغلب قوانين الأحوال الشخصية في البلاد العربية، وهو مرحلة متقدمة في عملية صهر واندماج الصغير مع أسرته الحقيقية، وهي في الغالب أسرة الأب في استضافة الصغير ومعايشته لمدة يوم كامل كل أسبوع مع والده وأسرة والده إذا كانت هناك أسرة جديدة تجعل الصغير يشعر بأنه لا يقل عن أقرانه الأسوياء الذين يعيشون في أسرة متكاملة، وبالتالي يخرج إلى المجتمع شخصا سويا لا يشعر بأي فرق أو نقص عن الآخرين على عكس الصغير الذي تبعده والدته عن أسرة والده، يشعر دائما بأنه أقل من الآخرين - أقرانه- وبالتالي يكون منكسرا نفسيا، مشددًا على أن يراعي المشرع المصري اتخاذ هذه الخطوة المتقدمة ومسايره التشريعات العربية الحديثة في هذا الشأن، ليسمح للأب بالاستضافة ويحافظ على نفس الصغير وعلى الرباط الاجتماعي بينه وبين أسرته الحقيقة، بالإضافة إلى أن عملية الاصطحاب أو الاستضافة أمر مهم للصغير، ووجب عليه إدراجه في التشريع القادم والذي يمثل ضرورة اجتماعية تمليها الظروف والملابسات وحالة الاحتقان الموجودة لدى عدد كبير من الأسر المصرية.


أمر مرفوض

ويتفق وليد عبد المقصود المحامي المتخصص في شئون الأسرة ورئيس مبادرة معا لإنقاذ الأسرة المصرية، مع المستشار رجب عزوز في أن الرؤية الإلكترونية مرفوضة في الظروف الطبيعية، لأن الأصل أن تحدث الرؤية واصطحاب الطفل من أبيه لاستشعاره الدفء والحنان منه والتحدث والتحاور معه عن قرب وليستطيعوا أن يمارسوا الحياة سويا، ولكن يمكن أن تقر الرؤية الإلكترونية في ظرف مثل ظروف كورونا في حالة الحظر أو إجراءات احترازية مشددة أو وفي حالة غلق الأماكن المتاحة للرؤية الالكترونية، أو في ظروف قهرية لكن كونها أن تكون بديلة للرؤية الحالية، مشيرًا أن المقترح المتعلق بالرؤية الالكترونية أنه إجحاف على حقوق الطفل وأبيه في حقهم في التواجد سويًا ليسعدوا بصحبتهم وأن يتواصلوا بشكل إنساني، أما لو كان الغرض من الرؤية الإلكترونية أن تكون بديلا للرؤية الحالية فهذا يكون ضد صلة الرحم والإنسانية وضد حقوق الطفل.


المسمار الأخير

وعلى مستوى البُعد النفسي والإنساني وتأثير ذلك على الحاضن والطرف الطالب لرؤية المحضون يرى الدكتور وائل وفاء استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، أن الرؤية الإلكترونية هي أحد الوسائل الجديدة التي نستطيع القول إنها تضع المسمار الأخير في نعش ما يسمى الأسرة، ذلك لأن وسائل التواصل الاجتماعي، أثبتت بالبينة أنها أهم أسباب التباعد الاجتماعي، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقتصر دور الأب على التواصل مع أبنائه عبر الشاشات وهو موجود في نفس البلد، فإذا نظرنا للأمر عن قرب فأين دور الأب الحقيقي في هذه الحياة؟، أين الاحتضان، الإنصات لمشكلات الأبناء دونما وجود شكوى من وجود ضعف في عملية الاتصال عبر الإنترنت أو صدور رسالة تنبيه عفوا لقد نفذ رصيدكم، موضحًا إذا انتهت الباقة انقطع الاتصال هكذا بكل بساطة تعبر هذه الكلمات عن واقعنا الأليم الآن إذا انتهت باقة الحب باقة العطاء باقة الاحترام الباقة التي تضم الحنان الاحتواء التسامح التغافل الأمل المستقبل في غد أفضل، إذا انتهت هذه الباقة سيكون حقا قد نفذ رصيدنا ساعتها يمكننا اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي حتى نتواصل من خلالها وحينها أيضا سيكون رصيدنا قد نفذ بالفعل ولا تكون هناك حاجة إليها أيضا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: