حين قامت ثورة يناير قبل نحو عشر سنوات، كان من بين أسبابها مشروع التوريث وإفساد الحياة السياسية، فضلا عن شعارها: عيش – حرية- عدالة اجتماعية, وكانت انتخابات 2010 هى شرارة هذه الثورة. كانت الاتهامات وقتها توجه إلى إحدى قيادات الحزب الوطنى بأن لها دورا فى التوريث ودورا فى إفساد الحياة السياسية، وأن طموح صاحبها السياسى دمر بلدا وفجر ثورة . الآن وبعد مرور كل تلك السنوات لا نستطيع أن نجزم بأن تلك الاتهامات صحيحة أو باطلة. فقد تبيّن لنا أسباب وأدوات أخرى.
لكن، ما نستطيع أن نجزم به هو أن هذا الطموح المدمر للبلد لم يكن هنا فقط. فله نموذج ومثال فى بلد آخر هو لبنان. لم تستطع الثورة هناك فى أكتوبر 2019 التى نال فيها القسط الأكبر من السباب والشتائم أن تقصيه كما فعلت ثورة يناير هنا. بل ازداد صلفا وعنادا.
المقصود هنا هو جبران باسيل رئيس التيار الوطنى الحر، وصهر رئيس الجمهورية ميشال عون. ومناسبة هذا الكلام الآن هو خروجه بعد تعطيله تشكيل الحكومة اللبنانية لأكثر من ثلاثة أشهر باقتراح لعقد حوار وطنى ينتج عنه تصور لبنانى مشترك لنظام سياسى جديد. الوزير الذى ظل فى نحو 6 حكومات متعاقبة منذ عام 2008 وحتى يناير 2020 يعطل نظاما بأكمله من أجل تحقيق طموحات سياسية فى لبنان. لا يهمه التحديات التى يعيشها اللبنانيون ولا الانهيار الاقتصادى أو الغلاء الفاحش. ما يهمه هو طموحه السياسى حتى وإن كان مدمرا.