Close ad

التغيرات المناخية تهدد الإنتاجية الزراعية.. وخبراء يضعون خطة للتعامل معها

6-2-2021 | 16:24
التغيرات المناخية تهدد الإنتاجية الزراعية وخبراء يضعون خطة للتعامل معهاالتغيرات المناخية
دينا المراغي

على فترات متقطعة تعلن هيئة الأرصاد الجوية عن تعرض البلاد لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، كالتي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، ما بين ارتفاع في درجات الحرارة وانخفاض، وأمطار  متنوعة ما بين خفيفة ومتوسطة ورعدية.

موضوعات مقترحة

يعود هذا التحول في الطقس إلى ظاهرة التغيرات المناخية التي يتعرض لها العالم منذ سنوات وبالتبعية تؤثر ذلك على ملفات متنوعة ما بين الزراعة والمسطحات المائية والري والطاقة وغيرها..

تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن درجات الحرارة المشهودة في 2020 كانت تضاهي تقريبا عام 2016، الذي شهدنا فيه واحدة من أقوى ظواهر النينيو المسببة للاحترار على الإطلاق، ما يؤكد على أن الشواهد العالمية لتغير المناخ الناجم عن فعل الإنسان قد بلغت الآن من القوة ما لم تبلغه من قبل.

من المعروف أن مصر تتصف بمناخ صحراوي جاف وحار، مـع شتاء معتدل مـن نوفمبر إلى أبريل، وصيف حار من مايو إلى أكتوبر، ويتراوح متوسـط معدل سقوط الأمطار السنوي على طول الساحل المتوسطي الضيق ما بين 20 و200 مـم، وقد لوحظـت زيادة درجات الحرارة خلال السنوات الــ 25 الماضية، بالإضافـة إلى زيادة الظواهر الجوية المتطرفـة علــى مــدى السـنوات العشـر الماضية، ممـا أدى إلى خسائر في الأرواح وتأثر الاقتصاد سلباً.

يقول الدكتور محمود شاهين مدير إدارة التنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد، إن التحول في الجو يعود الي التغيرات المناخية التي لم يسلم منها العالم أجمع، مشيرًا إلى أنه رغم هذا فأن مصر قد شهدت حالة من الاستقرار في الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية، وأن انخفاض درجات الحرارة الذي بدأ السبوع الماضي سرعان ما يتبعه ارتفاع آخر.

وأشار  إلى أن التغير في الأحوال الجوية يؤثر بالسلب والإيجاب على الزراعة وهو أمر تتولى متابعته الجهات المعنية، فيما يقتصر دور الهيئة على توفير البيانات الاستباقية للتغيرات الجوية بما يتيح لهم سرعة التعامل مع الآثار السلبية الناجمة عن هذه التغيرات.

ورغـم انخفـاض نصيـب القطـاع الزراعي مـن إجمالـي الناتـج المحلي، لا أن الزراعـة تظل دعامــة حيويــة للاقتصاد، كما أنها توفر نحو 55 % من سبل العيش للسـكان، وتوظـف 27.5 % مـن القـوى العاملـة، وقـد نمـا قطـاع الزراعـة والغابـات وصيـد الأسـماك

ويوضح الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أنه من المعروف أن انخفاض درجة حرارة النهار عن 10 °م يؤدي إلى توقف نمو النباتات وكلما انخفضت درجة الحرارة عن ذلك كلما زادت أضرار البرودة على النباتات، فمثلا لا تتحمل نباتات كالطماطم بالتحديد انخفاض درجة الحرارة إلى درجة الصفر المئوى حيث تحترق الأوراق وتتلف الأنسجة الغضة بالنباتات مثل القمم النامية والأفرع الصغيرة الحديثة التكوين كما تذبل النباتات وتموت.

وأضاف فهيم، أنه الرطوبة النسبية تعتبر ذات أهمية كبيرة لكثير من النباتات طالما كانت فى الحدود المناسبة من 60 – 70 % حيث يؤدى مستوى الرطوبة النسبية المناسب إلى تخفيف الأثر المباشر للصقيع وأضراره على أنسجة النبات والمحافظة على حيوية حبوب اللقاح وعدم جفافها، وسرعة إنباتها عند عمليةالأخصاب.

بينما يؤدى ارتفاع درجة الرطوبة النسبية ارتفاعاً كبيراً لدرجة التشبع إلى انتشار الأمراض الفطرية وإعاقة انتشار حبوب اللقاح وقلة النتح فى النباتات مما يؤدى إلى قلة امتصاص العناصر وخاصة الكالسيوم وظهور الإصابة بمرض تعفن الطرف الزهرى، ولهذا يجب مراقبة الرطوبة بداخل النفق مراقبة دقيقة مع اتباع التهوية الجيدة فى حالة ارتفاعها بالنفق.

 وأضاف أن الانخفاض في درجات الحرارة الذي نشهده منذ أيام والذي يتبعه ارتفاع جديد في الحرارة، سيتسبب في زيادة كبيرة فى التذبذبات الحرارية والتي سيكون لها تأثير كبير على خداع الأشجار للتوجه ناحية تفتح البراعم والتزهير المبكر  (خاصة العنب وباقي المتساقطات)، ثم تتركها فى مهب رياح باردة متوقعة فى أواسط شهر فبراير.

وبنفس الطريقة سيكون هناك مشكلة لزراعات الخضر تحت الأنفاق في زيادة كبيرة للرطوبة الحرة بسبب زيادة الحرارة نهاراً، والحل في زيادة فترات التهوية للانفاق مع استمرار التغطية ليلاً مع الاعتناء باستمرار الرش الوقائي ضد الأمراض الفطرية المحبة للرطوبة مثل اللفحات والتبقعات وغيرها.

 وللحد متن آثار التقلبات الجوية على المحاصيل الزراعية وأشجار افاكهة كثفت وازرة الزراعة خلال الشهرين الماضيين من نشراتها الفنية للمزارعين والتي تتضمن إرشادات وتويات يجب اتباعها لحماية محاصيل  القمح والبطاطس  والطماطم والفراولة من الصقيع والأمطار التي تشهدها البلاد حاليا

 كما أصدرت الزارعة نشرة بالتوصيات الفنية لمزارعي محاصيل قصب السكر والزيتون والرمان والموز والمشمش يجب مراعاتها خلال شهر فبراير، كما كثفت فرق وزارة الزراعة من جولاتها الميدانية على المحاصيل لعقد دورات تدريبية للمزارعين في حقولهم لشرح التعليمات الخاصة بالتعامل مع التغيرات المناخية لحماية المحاصيل.

بدوره أشار محمود عطا  رئيس الإدرة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة، إلى أن التغيرات المناخية تؤثر على كافة الأراضي الزراعية سواء  القديمة أوالمستصلحة، محذرا من أنه بعد هطول الأمطار مباشرًة تنتشر الآفات والحشرات والأمراض التي تؤثر على المنتج الزراعي، ودعا عطا المزارعين إلى اتباع الإجراءات اللازمة التي تصدرها وزارة الزراعة بشكل شهري  للتخلص من هذه الآفات بشكل عاجل للحد من آثارها على الإنتاجية وحماية المحاصيل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: