Close ad

تجربتى.. وصية والدي

27-1-2021 | 22:11
تجربتى وصية والديصورة أرشيفية
خالد حسن النقيب
الأهرام المسائي نقلاً عن

إذا كانت الكلمة هى عقد لسان الرجل و موطن كتابه يوم القيامة و سر حسابه فماذا بعدها من مواثيق يمكن أن يعتد به خاصة لو كانت هذه الكلمة وعدا بتنفيذ وصية متوفى هو والدى مهما كانت تبعاتها؟ وإذا كان الورق الممهور بخاتم صاحبه و توقيعه يخضع للتزوير وتزييف الحقائق فأى قيمة تبقى بين البشر خاصة لو كانوا ذوى رحم واحد ينكرون أخاهم طمعا فى الميراث.

موضوعات مقترحة

وهنا تكمن أزمتى ما بين وفائى لأبى و صراعى مع أشقائى بسبب وصيته وحتى لا أكون متهما فى نظرهم بالتحايل والنصب يتحتم على إعلان الحقيقة فتنفيذ الوصية على شروطها بالكتمان سيدفع ثمنها طفل صغير لا ذنب له اكتشفت أنه أخى من والدى بزواج سرى و هذا ما جعله وهو مشرف على الموت يفاجئنى أنه باع لى قطعة أرض وقال لى إنه يثق فى وإنه مدين لشخص بمبلغ من المال على أن أسدده له فى سرية من ثمن الأرض ولكنه لم يخبرنى أن المال لأم ابنه وأنه كان يخشى عليه من صراعات الميراث وكراهية إخوته له و شرهم.

.. رحل أبى لأواجه بعده حربا ضروسا مع إخوتى بسبب هذا البيع الذى لم يعترفوا به وطالبوا بخضوعه للميراث والتقسيم مثل باقى الإرث ولكنى رفضت حتى أن أفشى لهم سر أبيهم الذى ائتمنى عليه ورغم أنهم فشلوا فى إجبارى على ما يريدون بالقانون وإعلام الوراثة وقضايا الفرز والتجنيب لخلو قطعة الأرض المختلف عليها من ممتلكات والدى أساسا لم يستسلموا وقاطعونى واتهمونى أمام كل أهل القرية أنى لص تحايلت على والدى مستغلا مرضه فباع لى قطعة أرض زيادة على إرثى وقامت قيامتهم أكثر وأكثر عندما بعت هذه الأرض فعلا تطبيقا لوصية والدى والتى لم أفصح بها لأحد ولكنى أشعر بثقل الأمانة على كاهلى فالأمر قد يتحول لفضيحة لسمعة والدى فأنا أعلم أن إخوتى سيشككون فى نسب الصغير و قد يزورون أوراقا تثبت أن أم أخى الصغير نصابة و قد تتعرض للسجن رغم أنها أعطتنى شهادة ميلاد أخى وعقد الزواج ورسالة بخط والدى يقول فيها إنه يخشى على ابنه الصغير من أن يفعل به إخوتى شيئا ليتخلصوا منه لو عرفوا الحقيقة طمعا فى الميراث الذى سيشاركهم فيه وإنه طلب منى رعاية أخى الصغير بثمن قطعة الأرض هذه حتى يكبر وهى توازى نصيبه فى الإرث .. لست أدرى ماذا أفعل غير تنفيذ الوصية وأحترم وعدا وعدته لوالدى ولكن الطفل من حقه أن يخرج للنور وتستبين الحقيقة للناس جميعا وليس إخوتى فقط فما ذنبه أن يكون مجهولا منبوذا وكأنه لقيط لا أهل له ؟

س . ف . المنيا
يا اخى بالتأكيد وصية المتوفى واجبة و حق عليك أن تتولى رعاية أخيك الصغير وحمايته من أشقائه، ولكن لابد أن تفكر فى الظروف التى أوصاك فيها أبوك فقد كان تحت ضغط خوف على ابنه الصغير وإلا لما أخفى أمر زواجه من البداية ولو أن لك القوة فى مواجهة عائلتك بسر أبيك وإشهار نسب أخيك فهذا حق واجب عليك ليس فيه إضاعة لوصية والدك ولا تلوم إخوتك فيما يتهمونك به فهم لا يعلمون شيئا وتعامل معهم وفق رد الفعل الطبيعى عندما يعلمون الحقيقة فتبعا لكلامك أن زوجة أبيك لديها من المستندات ما يثبت نسب ابنها وإذا احتكم الأمر فبتحليل صغير للـ dna يتأكد نسب الطفل بصورة قانونية وساعتها يأخذ الصغير حقه الشرعى رغما عن الجميع وصدق الله العظيم عندما قال «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة البقرة:180-182].

اقرأ أيضًا: