بالرغم من اتهامات الفساد التي تطارد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو منذ سنوات إلا أن إفلاته الدائم بأعجوبة من لحظة دفع الحساب جعله يحتفظ بمناعة ربما وقتية كي يركز في جبهتين أخريين لا يدرى كيف سيستخدم دهاءه هذه المرة في الخروج منهما بنجاح، أولاهما جبهة يتمترس فيها خصمه السياسي القادم كالقطار السريع جدعون ساعر الذي يمثل تهديدا لنيتانياهو في الانتخابات العامة مارس المقبل.
الجبهة الأخرى يمثلها الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الديمقراطية التي يرى نيتانياهو أنه ليس محظوظا معها ولا يحلم (من واقع تعامله مع إدارة أوباما) أن يحقق معها ما حققه مع الإدارة الجمهورية السابقة التي قدمت لإسرائيل مالم تقدمه أي إدارة أمريكية بنفس درجة الكرم والولاء لـتل أبيب منذ عقود طويلة.
ولن ينسى نيتانياهو لإدارة أوباما أنها في آخر أيامها سمحت بإمرار قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان وهو ما يثير مخاوف لديه من تعرضه لنفس الضغوط من إدارة بايدن التي يتضمن برنامجها السياسي استعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية التي بلغت اسوأ مستوياتها في عهد ترامب، توطئة لإعادة طرح حل الدولتين الذي يراه الديمقراطيون الحل الوحيد الذي لن يلبي فحسب تطلعات الفلسطينيين لتقرير مصيرهم، بل سيحمي إسرائيل أيضاً من خطر قيام دولة ثنائية القومية يصبح فيها اليهود أقلية.
نيتانياهو يعلم أن شهر العسل مع واشنطن وإن كان قد انتهى إلا أنه لا ينذر بخريف في العلاقات بحكم تمترسه خلف لوبي يهودي نافذ وقادر على إعادة تقديم نيتانياهو كرجل سلام منفتح على تقديم (تنازلات) بالمقارنة بخصمه جدعون ساعر الرافض لقيام دولة فلسطينية وهو ما قد يقلق إدارة بايدن.
نيتانياهو قد يكون مرتبكا في ترتيب أوراقه قبل معركة انتخابات مارس لكنه بالطبع لن يحتاج لنفس الجهد في مقارعة بايدن وإدارته بورقته المرفوعة دائما وهي (تعويض إسرائيل) بالضمانات المالية والأسلحة والإبقاء على المكاسب السياسية التي تحققت في عهد ترامب، مع تحجيم القدرات العسكرية لإيران وإطلاق يد إسرائيل في استهداف تمركزاتها في سوريا ولبنان.
(ساعر واليمين الإسرائيلي المتطرف وبايدن).. ثلاثي صعب في معركة نيتانياهو للبقاء!