Close ad

ناموا مطمئنين .. الوطن في أيدٍ أمينة

26-1-2021 | 17:37

عيد الشرطة المصرية الذي يحل في 25 يناير من كل عام يعد مناسبة وطنية ملهمة للأجيال فهي ذكرى شهداء الملحمة الوطنية المضيئة في قلب وعقل وحياة الشعب المصري..

لكني وأنا شخصيًا أقدر هذه الملحمة والاحتفال بها وأعترف أن سر انحيازي يعود أولا: لأن 25 يناير تاريخ شرطي وطني قومي خلده التاريخ عام 1952 في ملحمة وطنية يظل التاريخ يذكرها لكل الأجيال جيل بعد جيل بكل الفخر والاعتزاز بتضحيات وبطولات رجال الشرطة المصرية في التصدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن..

ما زلنا نذكر معركة الإسماعيلية التي شهدت تحالف قوات الشرطة مع أهالي القناة ضد قوات الاحتلال البريطاني التي أدركت أن الفدائيين تحت حماية الشرطة، فقاموا بتفريغ الشرطة من القناة ليتمكنوا من القضاء على الفدائيين، وطالب القائد البريطاني قوات الشرطة المصرية بتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية، ورحيلهم عن المنطقة، ورفضت الشرطة المصرية الاستسلام، ووقفت وتلاحمت مع الشعب، وكانت معركة غير متكافئة بين قوات الاحتلال والشرطة المصرية التي دافعت عن موقعها بكل بسالة، وسقط منها في المعركة أكثر من خمسين شهيدًا، وأصبحت 25 يناير 1952 ملحمة وطنية تذكر وتدرس لكل الأجيال.. وتجعل المصري ينحاز بكل الفخر للشرطة المصرية.

- أما انحيازي الثاني: فهو انحياز عائلي جدًا لكنه في نفس الوقت انحياز وطني ملؤه التضحية والدفاع عن أمن الوطن واستقراره في سيناء الحبيبة..
نعم شربنا من كأس الإرهاب وتجرعنا غدره.. لكن الشهادة التي نحتسب عليها ابن العم الراحل المقدم أحمد حسن رشاد غنيم الذي اغتالته يد الإرهاب في سيناء الحبيبة عن 35 عامًا، وهو يقوم بمهام عمله نائب مأمور قسم شرطة القسيمة في شمال سيناء تخفف عنا الكثير..

وما لا يعرفه الكثيرون أن المقدم أحمد غنيم والده هو اللواء حسن رشاد غنيم أحد أهم رجال الشرطة، والذي تولى العديد من المناصب الشرطية؛ منها مدير مباحث الآثار في الأقصر ومدير جمارك بورسعيد ومدير أمن بني سويف..

وأحمد - رحمه الله - أنهى مدة خدمته المقرر له في سيناء، وطالبه والده بالعودة من سيناء والعمل في المنصورة؛ لأجل استقرار أسرته.. لكنه رفض وقال لوالده بالنص "لن أعود من سيناء إلا بعد الثأر لزملائي أو أموت شهيدًا دفاعًا عن الوطن ودماء الذين استشهدوا قبلي".

لم يضغط عليه والده.. والعجيب أن أحمد سافر إلى المنصورة في زيارة سريعة لرؤية بناته وزوجته، لكنه لم يكتف بهذا وقام بزيارة الكثير من الأهل والأصدقاء، وما زالت حنان ابنة عمته تذكر زيارته لها، وأنه وقف يتأملها وهو يودعها وابتسم لها قائلًا: "اتأملك يمكن تكون دي آخر مرة أشوفك فيها"!! وفعلًا عاد أحمد إلى سيناء واستشهد وهو يدافع عن الأرض والعرض..

رحل وترك للحياة أربع بنات حاليًا في مراحل عمرية مختلفة، أصغرهن كان عمرها شهرين عند استشهاد والدها في 25 يوليو 2016..
حينها حقق أحمد حلمه بالاستشهاد دفاعًا عن الوطن والقضاء على الإرهاب..

وفي عيد الشرطة الـ69 نقول لأحمد ورفاق التضحية ناموا مطمئنين برحمة الله متأكدين أن الوطن في أيدٍ أمينة.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة