نحن لا نكتب هنا استهلاكا للكلام، ولكن من ضمير مخلص لوجه الله والوطن، وبناء عليه نعود مرة أخرى إلى قطاع الأعمال لنؤكد أن تصفية الشركات العامة، خاصة التى تقع فى محافظات الدلتا، تمثل خطرا اجتماعيا، وقبل رصد هذه المخاطر لابد من تأكيد أننا ضد استمرار أى شركة خاسرة إلى الأبد، ويجب البحث عن سياسات لوقف هذا النزيف، وسأكون أكثر تحديدا وأتحدث عن شركتى سماد طلخا بالدقهلية، وكفر الدوار للغزل والنسيج بالبحيرة.
فمن المعروف أن الخامات والمنتجات لهذه القلاع الصناعية العريقة تكون قريبة من مراكز الاستهلاك والتوزيع وبالتالى تقليل تكلفة النقل، فإنتاج الأسمدة يلبى احتياجات المزارعين فى المحافظات المجاورة والقريبة من المصنع ، بينما تحصل مصانع الغزل على كميات القطن الذى تتم زراعته فى هذه المناطق، وإن كان هذا الجانب الاقتصادى له أهمية كبيرة فإن الأهم والأكثر خطورة أن هذه المؤسسات الصناعية تسهم فى تغيير سلوك المجتمعات المحلية لتنتقل من ثقافة الريف إلى الفكر الصناعى والحداثة، هذا فضلا عن توفير فرص العمل وفتح المجال للارتقاء بالسلم الاجتماعي، لذلك فإن تصفية هذه الشركات ستؤدى إلى البطالة بما تثيره من مخاطر الجريمة والتطرف وفقدان الأمل، وتراجع الدور التنموى والتنويرى لهذه المجتمعات.
ولأن هذه الزاوية لا تستوعب طرح جميع زوايا هذه القضية فسوف نواصل تناولها الأسبوع المقبل بإذن الله.
فاصل قصير:
كلما تقدم الإنسان فى العمر يصبح مشدودا إلى حنين الماضي، حيث الأماكن والأشخاص الذين عاشوا فى حياته.