عقد قسم اللغة العربية بكلية أم إي أس، التابعة لجامعة كاليكوت بالهند، مؤتمرًا افتراضيًا «أون لاين» عبر «زووم» تحت عنوان «ماذا بعد؟.. التحيات والفرص والوعود»، إذ ناقش المؤتمر مستقبل الأدب في ظل التطور التكنولوجي ووضع الثقافة في ظل أزمة فيروس كورونا.
موضوعات مقترحة
واستهلت الجلسة الأكاديمية تحت رئاسة د.عيسى علي من اليمن، كما شارك د. سابق أم.كي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية أم إي إس ممباد، ووفاء عبدالرزاق ، رئيسة المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بلندن، وأدار الدكتور صابر نواس، الندوة.
وتحدث د. نبيل عبدالرحمن المحيش، رئيس قسم اللغة العربية، جامعة محمد بن سعود، الإحساء، السعودية، عن مستقبل الأدب والإبداع في عصر التقنية والاتصالات وقال: «أصبحت الكتابة الأدبية مرتبطة بشكل كبير بالتكنولوجيا ومن أكبر الشواهد على ذلك ظهور الرواية الرقمية التفاعلية التي تعتمد على مجموعة من الروابط التي تشتمل على مقاطع فيديو وصور وموسيقى ولوحات فنية وغيرها، إضافة إلى مقاطع كتابية، ومن ذلك أيضًا ظهور التغريدة التي ينبغي دراستها كجنس أدبي في أقسام الأدب».
وأكد المحيش، أن توظيف العلم في الأدب أمر معروف منذ زمن وخاصة في الرواية الغربية حيث يتم توظيف علوم التاريخ والطب والنفس والسياسة والفلسفة وغيرها مع الحذر من المبالغة في ذلك حتى لا تتحول الرواية إلى كتاب علمي، والحقيقة أن الأدب كان وسيبقى مؤثرًا في الحضارة العالمية وستبقى الكلمة أقوى من الرصاصة؛ لأن تأثير الكلمة باق في الحاضر والمستقبل، وسيبقى الكتاب المطبوع رغم تطور التقنية.
وناقش د. محمد عبدالفتاح مصطفى العمراوي، أستاذ كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، مستقبل اللغة العربية وقال: «نعترف أن اللغة العربية تعاني أخطارًا كثيرة، وتواجه تحدياتٍ صعبةً في المستقبل؛ لأن أهلها يواجهون أخطارا وتحدياتٍ كثيرة، واللغة أي لغة ترقى برقي أهلها، وتنحدر وتتخلف بانحدارهم وتخلفهم».
وأشار إلى وجود تحديات داخلية وخارجية تواجهها اللغة العربية، منها تعدد اللهجات وتأثيره على الفصحى وغلبة اللغات الأجنبية ومحاصرتها الفصحى في عقر دارها وضعف العرب وعدم إسهامهم في إنتاج المعرفة وسوء التخطيط اللغوي وغير ذلك من التحديات.
كما تحدث د. محمد قطب الدين، أستاذ الأدب العربي بجامعة جواهرلال نهرو، بنيو دلهي، الهند في موضوع الأدب العربي ما بعد كورونا بالتركيز الخاص على رواية «ربيع الكورونا» للكاتب الليبي أحمد رشراش.
وعرض د. محمد قطب الدين الرواية عرضًا نقديًا وتحليليًا وقال، إنها تتسم بالروعة الأسلوبية والجمال الأدبي، وتتميز بلغتها العربية السلسة الرشيقة ويطلع القارئ على ثقافة البلدين الشقيقين ليبيا وتونس إضافة إلى الصين ومدنها وجمالها أثناء قراءة الرواية.
وقال: إن رواية «ربيع الكورونا» ليست رواية فحسب بل هي وثيقة تاريخية وسياسية واجتماعية لكل بلد من ليبيا وتونس أيضا، وهي تبعث على حب الوطن، وسيتمر النقاش حول قيمة رواية «ربيع الكورونا» الأدبية ونضجها الفني لدى النقاد، إلا أن الشئ المهم هنا هو رسالة الكاتب إلى العالم التي تمثلها روايته هذه، هي: الأخوة العالمية واحترام الكرامة الإنسانية والابتعاد عن الصراع والنزاع.. إن هذه الرواية تبشرنا بالفرح والسرور والأمل قريبا ما بعد زوال جائحة الكورونا، مثلما تتفاءل أن العالم العربي أيضا سيتخلص من الصراع والنزاع الداخلي والخارجي.