Close ad

يحدث في أمريكا.. حِلم لوثر وكابوس ترامب

19-1-2021 | 00:14

وسط التوترات السياسية والأمنية غير المسبوقة التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، وقبل ساعات من تنصيب الرئيس المٌنتخب جو بايدن.. مرت ذكرى مولد الزعيم الأمريكي من أصول إفريقية والناشط السياسي الإنساني والمٌناضل من أجل إنهاء التمييز العٌنصري ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية (مارتن لوثر كينج) صاحب أشهر خطاب شهدته الولايات المتحدة الأمريكية وعبارة (عندي حلم)، وهو الخطاب الذي ألقاه عند نٌصب لنكولن التذكاري تذكرت هذا الخطاب وعبارة (عندي حِلم) ويٌعتبر اليوم الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينج هذا الخطاب من اللحظات الفاصلة في تاريخ الحريات المدنية.

وألقى مارتن هذا الخطاب في أكثر من 250 ألف من مٌناصري الحقوق المدنية ويعتبر هذا الخطاب واحداً من أكثر الخٌطب بلاغة في تاريخ العالم الغربي وتم اختياره كأهم الخٌطب الأمريكية في القرن العشرين، وذلك طبقا لتصويت من يكتبون الخٌطب الأمريكية وكان مارتن لوثر كينج يملٌك القوة والمقدرة على تحويل النٌصب التذكاي لنكولن إلى منبر، واستطاع لوثر كينج أن يٌلهم ويٌعلم ليس كل الحاضرين من مٌناصريه فقط، ولكنه ألهم وعلم وأعلم كل الناس في كافة الولايات المتحدة الأمريكية وكل الأجيال المٌقبلة التي لم توٌلد بعد وبعد أن أنهى مارتن لوثر كينج قراءة خطابه المٌعد مٌسبقًا.

ارتجل عبارة (عندي حلم)، والتي ربما اقتبسها من أغنية ماهاليا جاكسون: "قٌل لهم عن الحلم يا مارتن"، ويعتبر خطاب كينج تحفة في البلاغة وأسلوبه يٌشبه أسلوب المواعظ المعمدانية وتخللته عبارات مٌقتبسة من الإنجيل، وتحدث لوثر كينج عن التحرر من العٌبودية وإلغاء العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية وكرر عبارة "عندي حلم" أكثر من ثماني مرات، وكان يرسم بكلماته صورة لأمريكا الموحدة والتي تؤمن بالمساواة والحرية أما عبارة «عندي حلم» فقد كررها كينغ ثماني مرات عندما كان يرسم بخياله صورة لأمريكا موحدة تؤمن بالمساواة والحرية.

ويٌحيي الأمريكيون كل عام ذكرى مولد مارتن لوثر كينج في الخامس عشر من شهر يناير كل عام، وأيضا يحيون في كل عام ذكرى هذه الخطبة العصماء (عندي حلم)، ويتدفق عشرات الآلاف إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في أسبوع إحياء المسيرة إلى واشنطن من أجل الوظائف والحرية التي نظمتها حركة الحريات المدنية منذ 50 عاماً.

وعلى النقيض تماما من خطاب وحلم مارتن لوثر كينج جاء خطاب دونالد ترمب الكارثي أو الخطاب الكابوس الذي ألقاه ترامب في أنصاره يوم 6 يناير الجاري، ليحثهم على منع نواب الكونجرس من التصويت على فوز مٌنافسه جو بايدن الرئيس الأمريكي المٌنتخب، وجاء خطاب ترامب الشعبوي في أنصاره سبباً في أن يتوجه أنصاره من البيض المٌتطرفين إلى مبنى الكونجرس (الكابيتول) ويقتحموه في مشهد كارثي لم يخطر على بال أحد إن دل على شيء إنما يدل على وجود فجوات في النظام الأمريكي وحالة انقسام شديد في المجتمع الأمريكي.. وللحديث بقية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة