Close ad

عام جديد بين ثلاثة مشاهد

17-1-2021 | 13:47
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

المشهد الأول:- بداية ساخنة للعام الجديد، بدأت ملتهبة فى واشنطن العاصمة الأمريكية، عندما تحطمت كل أوثان الديمقراطية على عتبات الكونجرس الأمريكى، فى تظاهرات صاخبة رفضاً لما تم ترديده من سرقة وتزوير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفى رفض قوى من جانب الطرف الآخر لهذه التظاهرات، والتى لم يعتبرها تعبيراً عن الرأى، بل وطالب قوات الشرطة بالتدخل العنيف لوقف ما أطلق عليه الفوضى، والذى أسفر عن مقتل 4 من (النشطاء) على عتبات وبين أروقة الكونجرس الأمريكى، وتطور الأمر وقامت شركات التواصل الاجتماعى بعملية حظر جماعى للآراء المعارضة، وعلى رأسها قمة النظام الأمريكى الرئيس الأمريكى نفسه دونالد ترامب، فى عملية قمع غير مسبوقة لحرية التعبير، والتى كانت شعار هذه الشبكات، حتى أنها تفتح صفحتها للإرهابيين على مستوى العالم، طالما بعيداً عن الأراضى الأمريكية.

وأعتقد أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، ولن ينتهى بمشهد تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، ولكننى أعتقد أن ما حدث بداية للنهاية، لما تم الترويج له على مدار سنوات طويلة، تحت شعار أرض الأحلام والفرص.. ونهاية أسطورة الديمقراطية الأمريكية، والتى تم التغنى بها كأسطورة من أساطير هوليوود، والنموذج الذى وقف العالم أجمع ينظر إليه بدهشة، وطالما تم التغنى بضرورة نقل هذه الأسطورة إلى دول العالم، فهذه الأسطورة تهاوت اليوم وأمام شاشات الفضائيات، فى مشاهد كاشفة فاضحة لهذا الوهم، والذى طالما تجرعته شعوب دول العام الثالث، فضاقت بمظاهرة كبيرة نوعاً ما، ولم تحقق فى ادعاءات تزوير الانتخابات، ولم تصنع من قتلى الكونجرس الأمريكى أيقونات للحرية وللتعبير، وأغلقت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، بل وأصبح الرئيس الأمريكى مغضوباً عليه، لا يستطيع التعبير عن رأيه؟! وللأسف مازال البعض يتغنى بالنموذج الأمريكى..

المشهد الثانى:- هو مشهد سيطرة الموالح المصرية على أسواق العالم، واحتلالها مرتبة الصدارة عالمياً، وكما رصدنا هذا الأمر على صفحات هذا العدد من مجلة الأهرام الزراعى، فعلى الرغم من جائحة كورونا التى اجتاحت العالم، وأربكت العديد من الحسابات، فإن الصادرات الزراعية المصرية كانت على الموعد، فتجاوزت الصادرات الزراعية أكثر من 4 ملايين و800 ألف طن، ومما لا شك فيه أن هذا مجهود يحسب للدولة المصرية ككل، فمن خلال المشروعات الزراعية الكبرى التى تمت خلال السنوات الماضية، من صوب زراعية واستصلاح الأراضى ونهضة فى توفير التقاوى العالية الإنتاجية، وتطور المعاملات الزراعية كان له دور فى تحقيق هذا الإنجاز.

وبشهادة من أكبر الصحف الاقتصادية العالمية (الفايننيشال تايمز)، والتى أكدت أن الموالح المصرية تفوقت على منافستيْها إسبانيا وجنوب إفريقيا، ورغم أن هذيْن البلديْن لايزالان يحققان عائدات أكبر بكثير من صادراتهما من البرتقال، فإن مصر مازالت تحتل المرتبة الأولى فى تصدير الموالح عامة، والبرتقال خاصة، لتصبح من أكبر موردى الفاكهة فى العالم، ويحقق البرتقال قفزة فى دخل المزارعين المصريين، لازدياد الطلب العالمى على الحمضيات المصرية، مما يكسبها ريادة الأسواق.

المشهد الثالث:- مشهد تفقُد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى بداية يناير الجارى، مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى، باستصلاح ٥٠٠ ألف فدان، على امتداد طريق محور الضبعة بالاتجاه الشمالى الغربى للجمهورية.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن مشروع "مستقبل مصر" الممتد على مساحة ٥٠٠ ألف فدان، يأتى ضمن إستراتيجية الدولة لتعظيم الفرص الإنتاجية الكامنة فى مجال استصلاح الأراضى والإنتاج الزراعى، ليصبح إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية التنموية العملاقة، التى تنفذها الدولة فى كل المجالات، وعلى اتساع الرقعة الجغرافية للبلاد.

ويهدف المشروع لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية، بأسعار مناسبة للمواطنين، ولسد الفجوة فى السوق المحلية، ما بين الإنتاج والاستيراد، ومن ثم توفير العملة الأجنبية لصالح الاقتصاد القومى للدولة، بالإضافة إلى توفير آلاف من فرص العمل المباشرة، ومئات آلاف أخرى غير مباشرة، لجميع فئات المواطنين نظراً للأنشطة المتنوعة والفرص الاستثمارية العديدة، التى يوفرها المشروع باشتراك كبرى الشركات الزراعية المتخصصة من القطاع الخاص.

ويقع المشروع على امتداد طريق محور الضبعة، إحدى الطرق الجديدة التى تم تمهيدها ضمن الشبكة القومية للطرق، حيث تم اختيار الموقع لما يوفره من مزايا جغرافية عديدة، لقربه من موانىء التصدير والمطارات والمناطق الصناعية، وعدد من الطرق والمحاور الرئيسية، الأمر الذى يسهل نقل ونفاد المنتجات الزراعية، من أراضى المشروع إلى سائر أنحاء الجمهورية، وهو ما كان له أثر ملموس بالفعل خلال العام الماضى، لتوفير المنتجات الزراعية للمواطنين من إنتاج المشروع خلال جائحة فيروس كورونا.

تتضمن البنية الأساسية والإدارية للمشروع منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والرى، مزودة بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة، بجودة وسرعة عالية وآلاف من جهاز الرى المحورى "بيفوت"، وعدد ۲ محطة كهرباء بطاقة ٢٥٠ ميجا وات، وشبكة كهرباء داخلية بطول ۲۰۰ کم، وكذلك شبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالى طول ٥٠٠ كم.

وذكر المتحدث الرسمى أن السيد الرئيس اجتمع فى نهاية الجولة التفقدية ببعض من رؤساء الشركات الزراعية المتخصصة المشتركة فى المشروع، وكذلك بعدد من مسئولى الإدارة، بمشاركة الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية، حيثُ اطلع سيادته على تفاصيل وتطورات المراحل الحالية والمستقبلية للمشروع، وقد وجه السيد الرئيس بتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص، لتحقيق جدارة تنفيذ مشروع "مستقبل مصر"، نظراً لرقعته الجغرافية الشاسعة، وبهدف تطوير قطاع الإنتاج الزراعى، وما يتصل به من صناعات غذائية وزراعية، وليكون قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية، فى مجال الزراعة والغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى، وتوفير فرص العمل فى تخصصات مختلفة بالمشروع، الذى يمثل إحدى التوسعات الاقتصادية الكبرى، التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنموى لمصر، لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

ومع بداية عام جديد، نأمل أن يكون عام خير على مصر والمصريين، تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى..
وللهِ الأمرُ مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ.

حفظَ اللهُ مصرَ وحفظَ شعبَها وجيشَها وقائدَها..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة