ليست مزحة، فقد أكدت سلسلة من الأبحاث العلمية في كبري الجامعات العالمية أن تحويل الخيط إلي نسيج باستخدام إبرة الكروشيه وتوظيف الأصابع في حركات منتظمة لتكوين وحدات الغرز يعزز الأمان النفسي وينظم التفكير ويساعد في علاج الاكتئاب. الموضوع ليس حديثا، لكنه ظهر علي السطح مجددا مع المشكلات النفسية التي انتشرت بسبب العزل الذي فرضه فيروس «كورونا».

كريج ساوتشاك الرئيس المناوب لقسم العلاج السلوكي التكاملي بـ«مايو كلينك» يؤكد أن هذه الحرفة علي وجه التحديد يمكنها أن تساعد الإنسان في التغلب علي أزماته النفسية وتصرف انتباهه عن كل ما يثيرها. كما أنها تمنح الإنسان، في ذروة شعوره بالعجز، تأكيدا قويا بأنه قادر علي الإنتاج. بل يظل هذا الإنتاج أمام عينيه دافعا قويا لحمايته من أي هجمات اكتئابية.

وبعد أن أصبحت الكمامة واقعا في حياتنا، قدم حرفيو الكروشيه «ماسك الكمامة» حتي يخففوا من وطأتها علي الأذن. ولم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة التي حلها الكروشيه، بل فتح الباب للإبداع وصنع العرائس الملونة والستائر الجميلة والمفارش الزاهية وحقائب اليد وملابس الأطفال.. معدلات إنتاج فاقت 300% عن المعتاد في بريطانيا وحدها.

دروس كثيرة منحها الكروشيه لهواته خلال العزل، أهمها أن حل المشكلة قد يكون بين يديك وليس بالضرورة أن تبحث عنه بعيدا.