Close ad

أصحاب «المحلات» .. فى مصر واليابان!

7-1-2021 | 11:55
الأهرام اليومي نقلاً عن

تمر من أمام المحلات التجارية فى وسط البلد أو فى أى شارع تسوق فى مدن الأقاليم، تجد البائع جالسا إما داخل المحل أو خارجه يدخن الشيشة وأحيانا يقول لك: اتفضل يا بيه: اتفرج .. طلبك إيه؟! وعندما تلقى نظرة على الفاترينة تجد التراب يغطى كل المعروضات وتخشى دخول المحل من عدم النظافة ..

فالأحذية تكاد تكون مختفية تحت الغبار، وتشعر وكأنه لم يتم تنظيف الفاترينة أو المحل منذ إنشائه! طبعًا هناك كثير من المحال تنظف معروضاتها باستمرار، وقد رأيت فى اليابان أصحاب المحلات الصغيرة فى شوارع المدينة مثل وسط البلد أول شيء يفعله فى الصباح هو تنظيف المعروضات والمحل والمنطقة الواقعة أمام المحل، وعلى سبيل المثال، إذا كان المحل يفتح أبوابه للزبائن فى العاشرة صباحًا، فإن صاحب المحل والعاملين يأتون فى الثامنة لـتنظيف المحل والمعروضات وإعادة ترتيبها إذا لزم الأمر، ولا يسمح للزبائن بالدخول مطلقًا قبل تمام العاشرة..

أما المولات الكبرى فلها نظام أكثر صرامة، ولابد للمعروضات أن يتم تلميعها وربما تعطيرها قبل موعد دخول الزبائن.

وحتى القطارات فى اليابان تأخذ دشاً فى الصباح، ويتم غسلها من الداخل والخارج فى تمام الرابعة صباحًا وقبل خروجها لاستقبال الركاب وكذلك المحطات.

وعندما تذهب إلى محلات قطع غيار السيارات أو غيرها وتسأل عمّا تحتاج إليه تجد المحل فى حالة فوضى عارمة والمعلم جالس يدخن أو يحتسى القهوة أو فى حوار ساخن مع جاره حول مباراة الأهلى والزمالك أمس وأن الحكام يجاملون هذا الفريق أو ذلك، وتنتظر انتهاء مثل هذا العبث حتى ينتبه المعلم إلى طلبك، ثم يسأل صبيانه ما إذا كان لديهم مثل تلك القطعة أم لا، وبعد وقت طويل من البحث يقول لك: معلش والله دي خلصانة!!..

وليس لدى معظمهم أى تصنيف لما لديهم من بضاعة، وكثير من أصحاب المحلات لا يشغل تفكيرهم تطوير بضاعتهم أو طريقة عرض مثلما يفعل الياباني، الذى يفكر ليل نهار فى تطوير محله أو عمله ويقوم دائمًا بزيارة المحلات النظيرة ويتحدث مع أصحابها دون أن يقول لهم إن لديه محلا مشابهاً، ليقارن بينها وبين محله ويتعلم منها أفكارًا جديدة تفيده فى تطوير محله، بل إنه عندما يسافر للمتعة فى دولة ما فإنه يحرص على زيارة محلات تجارية شبيهة حتى يتعلم، على عكس كثير من أصحاب المحلات فى مصر الذين يجلسون أمام محلاتهم يستمتعون بالشيشة والقهوة التركي والحوار الساخن، ولا يتعبون تفكيرهم فى التطوير أو النظافة، فالله هو الرازق.. ونعم بالله..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
براءة الصين من دم كورونا!

بعد أربعة أسابيع من العمل البحثي، قضاها فريق من 13 من علماء منظمة الصحة العالمية يقودهم العالم الدنماركي بيتر بن مبارك في مدينة ووهان الصينية التي يزعم

الفجوة بين المثقف والسلطة!

هل كان من الممكن أن يلعب الكتاب والصحفيون المثقفون دورًا أكثر أهمية في تقدم مصر الصناعي والاقتصادي خلال فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الـ 20، وهي