هناك قاعدتان مهمتان فى عالم السوشيال ميديا، وهاتان القاعدتان من اختياري ويمكنك إضافة قواعد أخرى تحبها وترضاها..
أولى القاعدتين: "كل ما يزعجك أمر ما شتيمة/سب/قذف، فلا تتردد فى البلوك لصاحبها.. أو وفقا للحكمة الشهيرة: "اعتزل ما يؤذيك" أو الحكمة الجديدة: "بلوك بلوك بلوك".. لأن الذى يشتمك لا ولن يتغير رأيه فيك، وحتى لو أثبت له في يوم من الأيام أنه على خطأ، وأنك على صواب فلن يأتي ويعتذر لك ويقول حقك علىّ، هذا قليل ما يحدث بين الأصدقاء فكيف يحدث مع من ليس صديقك ومن يعيش فى عالم الديجيتال وخلف شاشة الكمبيوتر".
والقاعدة الثانية: لا تشغل بالك بالتعليقات المسيئة ولا الجارحة ولا المتنمرة بلغة هذا العصر.. فهي ستقلب ليلك نهارا وتجعلك تفقد السيطرة على نفسك وتحول شعورك طول اليوم وتمنحك طاقة سلبية.. والحل الأمثل هو اللجوء للقاعدة الأولى لا ترد، وبلوك بلوك بلوك، لمن قام بالشتيمة وبالمرة لمن عمل لايك لصاحب الشتيمة حتى لو وصلوا إلى مئة شخص، فهم مشتركون فى الجُرم".
ولأن لكل قاعدة استثناء، فقد خالفت الفنانة المبدعة سوسن بدر والفنانة يسرا اللوزى، كلا القاعدتين بطريقة أو بأخرى.
فقد شغلت سوسن بدر بالها وردت على أحد مُعلقيها تمنى لها الموت، قائلة: "الموت رحمة ولطف من ربنا سبحانه للطيبين لأنهم بيتمنوا لقاء الله.. أشكرك على دعائك".. هذا الرد قد نبه وسائل الإعلام، عن خلل أصاب مجموعة من مرتادي شبكات التواصل لا هم لهم إلى السخرية والشتم.
أما الفنانة يسرا اللوزى فقد ردت على أحد المسيئين المتنمرين من ابنتها التي عندها ضعف سمع، ردًا في غاية الذكاء والقوة.. واستفاضت فيه حتى أصبح هذا الرد قوة دافعة لها، وكما قالت إنها سعيدة بتقبل جمهورها والناس له.
ولقد أحببت أن أنقل هذا الرد هنا ليكون ذكرى على الفطنة وحسن التصرف واستغلال الرد على شتائم عالم السوشيال ميديا في نشر قضية مجتمعية غاية في الأهمية.. ألا وهي الكشف المبكر لضعاف السمع.. كما أحببت أن أنشر الرد ليكون دعما لها فى مواجهة الشتامين.
تقول يسرا اللوزي: "شكرًا على ذوق حضرتك.. أنا قررت استغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح، أولًا، المصطلح الصحيح والمقبول هو الصم وضعاف السمع، وليس الطرش أو البكم.. ثانيًا، أحب أعبر عن فخري بكوني والدة طفلة صماء لأنها علمتني حاجات كتيرة جدًا وبقيت بني آدمة أم أحسن بسببها، وأنا متأكدة إنها هتطلع إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة حد عشان تحقق أحلامها.. ثالثا، البنت الصماء دي هي اللي الهمتني إني أتكلم في البرامج وأطالب بالكشف المبكر للمواليد اللي على أساسه كل المصريين هيتعملهم كشف سمع عند الولادة، وده المفروض يساهم بشكل إيجابي في حياة عائلات كتير وهيسمح للأطفال الصم وضعاف السمع إنهم يلاقوا الدعم منذ الصغر عشان يقدروا يتعلموا كويس وما يبقوش عبء على حد، بل بالعكس هيكونوا قادرين يندمجوا في المجتمع المريض للأسف، فبالتالي الطفلة الصماء دي ليها إنجازات أثرت على شعب كامل رغم إن عمرها 6 سنين، ياريت توضحلي بقى حضرتك أنجزت إيه في حياتك؟ شكرًا".
انتهى كلام يسرا اللوزى ولا أستطيع أن أخفى إعجابي بما كتبته، وقوة ردها على هذا الشتام.. ولكن قبل رد يسرا اللوزى وسوسن بدر كانت هناك حالات قليلة جدا ونادرة استطاعت أن تسحق سخافات السوشيال ميديا وتعليقات السخرية والشتيمة والتنمر، مثل ابنة المضيفة في مصر للطيران وابنة رجاء الجدواي.
واعتقد أن من يستطيع أن يكتب ردا سهلا ومستفيضا وينشر به قضيته فقد أحسن وأجاد، لكن هذا يعيدنا إلى القاعدة الثانية أنه بعد أن أثبت وجهة نظرك لن يعتذر لك أحد ولن يقول أنا آسف.. وإن كانوا قلة قليلة تثتثنى من القاعدة وتجيد الرد، فهناك من يرضخ لطغيان السُباب، وهناك من أراح نفسه من هذا الصداع واختفى من صفحات السوشيال ميديا خوفا من هذا الجيش الشتام، وهناك من يخشى إن ضغط على "بلوك" لهؤلاء السخفاء اتهموه بمعاداة حرية الرأى وديمقراطية الحوار.. مع أن الشتم ليس فيه أى نوع من الديمقراطية ولا الحوار.
وبدورى أسألك أيها القارئ هل تفضل أن تتجاهل التعليقات المسيئة أم ترد عليها؟! أيهما تفضل وأيهما تحب أن تتبع؟