نجحت دار الأوبرا المصرية في اجتياز تداعيات جائحة كورونا التي أثرت سلبًا على جميع دول العالم ورغم قرار تعليق الأنشطة الثقافية والفنية أكثر من ثلاثة أشهر استمرت دار الأوبرا في أداء رسالتها التنويرية المتمثلة في تقديم ألوان فنية جادة ومتنوعة تعمل على الارتقاء بالذوق العام والتعريف بالتراث الفنى الإنسانى من الإبداعات المحلية والأجنبية الراقية وإتاحة الفرصة لشباب المبدعين للتعبير عن أنفسهم وجذب شرائح عمرية واجتماعية متنوعة من الجمهور لتحقيق أحد أهداف الوطن لبناء الإنسان وتطوير المجتمع. وتماشيًا مع توجهات الدولة الخاصة لإعادة الحياة للفعاليات الفكرية والفنية وتعايش مع فيروس كورونا تم إنشاء مسرح النافورة الجديد في ساحة الخارجية بتصميم مبتكر لاستضافة العروض والمحافل الفنية كما تمت المشاركة في المبادرة الإلكترونية "الثقافة بين ايديك" التي أطلقتها وزارة الثقافة عبر شبكة الإنترنت، حيث تم بث كنوز من الحفلات والصالونات الثقافية والأنشطة الإبداعية المسجلة التي شهدتها مسارح الأوبرا منذ افتتاحها، بالإضافة إلى إقامة حفل مشترك أونلاين بين أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي وأوركسترا لياونينج السيمفوني الصيني كما مثلت الأوبرا وزارة الثقافة في منتدى بكين الدولي الثاني للفنون الذي أقيم تحت عنوان "الأزمات والفرص الخاصة بالفنون ما بعد كورونا" لأول مرة تم تنظيم حفل بالتقنية حفل بالهولوجرام لأم كلثوم وشهد نجاحًا جماهيريًا ضخمًا هذا إلى جانب إقامة 584 فعالية فنية ونشاط ثقافي على مختلف مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وذلك طبقا للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للسيطرة على الفيروس المستجد كان منها 104 على المسرح الكبير، 103 على المسرح الصغير، 74 على مسرح الجمهورية، 95 على مسرح سيد درويش ( أوبرا الإسكندرية )، 12 على المسرح المكشوف، 42 بمسرح أوبرا دمنهور، 59 بمعهد الموسيقى العربية، 47 على مسرح النافورة، بالإضافة إلى 28 صالون أمسية وندوة ثقافية، 48 معرضا للفنون التشكيلية. وقال رئيس الأوبرا، إنه في إطار التبادل الثقافي بين مصر والعديد من الدول الأجنبية وقبل تعليق الأنشطة بسبب جائحة كورونا استضافت الأوبرا عددا من الفرق الأجنبية الزائرة هي فرقة كايرو ستيبس (مصر ألمانيا)، نيران جورجيا ( باليه جورجيا الملكي)، باليه ميلانو (إيطاليا)، أوركسترا هيلونغجيانغ السيمفوني (الصين)، اليوم العالمي للهند، احتفال بذكرى العشرين لإقامة بين علاقات مصر وكوريا، فرقة موسيقية ( شيلي)، رباعي تينور ( جمهورية التشيك). وضمن النشاط الفكرى والثقافى لدار الأوبرا استمر صالون الأوبرا الثقافى فى تحقيق أهدافه التنويرية التي ترمي إلى طرح الرؤى والقضايا الفكرية والإبداعية إلى جانب تكريم العديد من الرواد والقامات المصرية البارزة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى صالون مصر المبدعة والأمسيات الشعرية والندوات الثقافية العامة على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور. وأضاف رئيس الأوبرا، أن أوركسترا القاهرة السيمفوني احتفل هذا العام بموسمه الـ 62 تحت إشراف المدير الفنى والقائد الأساسى المايسترو أحمد الصعيدى وقدم 27 حفل موسيقى متنوع على مختلف مسارح الأوبرا تضمن مجموعة من أشهر المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية العالمية إلى جانب تقديم أعمال المؤلفين المصريين التى تنتمى إلى القوالب الكلاسيكية. أما فرقة أوبرا القاهرة تحت إشراف مديرها الفني الدكتورة إيمان مصطفى قدمت هذا العام أوبرا توسكا إلى جانب 16 حفلا شارك فيها جميع المغنيين بالفرقة بمصاحبة الأوركسترا تضمنت العديد من الأغاني العالمية والأعمال الخاصة بالكريسماس والعام الجديد. وقدمت فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت إشراف مديرها الفني أرمينيا كامل 7 عروض من ريبورتوارها الفنى هى بحيرة البجع – كسارة البندق – اوزوريس ممنوعات لوركيانا – فالس شتراوس – اداجيو النيل – لابايادير – سيرتاكي زوربا، حيث شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا ونال الإعجاب والاستحسان. أما فرقة الرقص المسرحي الحديث تحت إشراف مديرها الفني وليد عونى قدمت عرضها الجديد إخناتون غبار النور بجانب عروض (سيرينا حورية البحر، الخادمتان، أعمق مما يبدو على السطح)، كما قدمت فرقة فرسان الشرق للتراث قدمت عرضها لأول مرة إيزيس الشرق، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المتميزة منها (شجرة الدر، ريا وسكينة) وشهدت جميع العروض إقبالا جماهيريا كبيرًا بالقاهرة والإسكندرية. وأوركسترا أوبرا القاهرة تحت إشراف مديره الفني المايسترو ناير ناجي، قدم 3 حفلات تضمنت مقتطفات من أشهر الأعمال الغنائية والموسيقية العالمية ومصاحبة عروض الباليه والأوبرا. وللعام الحادي عشر على التوالى نجحت دار الأوبرا فى تجديد رخصة البث الحصري والمباشر لعروض أوبرا المتروبوليتان الأمريكية بهدف إيجاد حالة من الرواج الفني والثقافي في مصر وللتعريف بثقافات العالم المختلفة لإثراء الحياة الفنية فى مصر، حيث تم نقل 3 أوبرات عالمية هى فوتسيك لـ بيرج – بورجي وبس لـ جيروشين – اجريبينا لـ هاندل. وفي إطار الاهتمام بإحياء التراث الموسيقى العربى قدمت فرق الموسيقى العربية التابعة للأوبرا 89 حفلا دوريا منها 15 لفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية، 29 للفرقة القومية العربية للموسيقى، 10 حفل لفرقة الموسيقى العربية للتراث، 18 لفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى، 13 حفلا لفرقة الإنشاد الدينى، 4 حفلات لكورال أطفال الأوبرا وشهدت هذه الحفلات إحياء ذكرى رموز وأعلام الموسيقى العربية فى مصر والوطن العربى وإعادة إحياء التراث الموسيقى العربية للحفاظ عليه من الاندثار من خلال البحث في هذا التراث والأعمال النادرة من موشحات وطقاطيق وأدوار ومنولوج وأغاني أساطير الطرب العربي لكي يتعرف عليه الأجيال الجديد من الشباب، بالإضافة إلى الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والأعياد الرسمية وليالي الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، هذا إلى جانب حفلات تم تخصيصها لأعمال كبار الموسيقيين منهم محمد الموجى، بليغ حمدي واستمرار سلسلة كلثوميات وهابيات. كما أقيم أكثر من 59 ريسيتال موسيقى وغنائي لمجموعة من الفنانين والموسيقيين والفرق المصرية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وذلك تحت إشراف البيت الفنى للموسيقى والأوبرا والباليه. كذلك نفذت دار الأوبرا ممثلة لوزارة الثقافة الدورة الأولى من مهرجان دندرة للموسيقي والغناء بمحافظة قنا الذي يعد الأول من نوعه في جنوب مصر، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الممثلة في هيئة تنشيط السياحة وجامعة جنوب الوادى وضم 10 حفلات على مدار 6 أيام أحياها على التوالى كل من فريق بلاك تيما، مدحت صالح بمصاحبة عازف البيانو عمرو سليم، فريق وسط البلد، على الحجار، عازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز، دينا الوديدي، هشام عباس، فريق مسار إجباري، فرقة الأقصر للفنون الشعبية ومي فاروق. وفي مواجهه التحديات، أقيمت دورة استثنائية من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يحمل رقم 29 تضمن 29 حفلا غنائيا وموسيقيا على مختلف مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور شارك فيها 93 فنانًا من نجوم 5 دول عربية، كما تم تكريم 15 شخصية ساهمت فى إثراء الساحة الفنية فى مصر والوطن العربى هم الموسيقار حلمي بكر، الموسيقار جمال سلامة، الموسيقار محمد سلطان، الشاعر بخيت بيومي، عازف الناي الدكتور محمد عبدالنبي، عازف الكمان الدكتور محمود عثمان، المؤلف والموزع الموسيقي وعازف الوتيريات يحيي مهدي، المطرب ماهر العطار، أعضاء فرقة الأصدقاء اسم الموسيقار الراحل عمار الشريعي، المطربة منى عبدالغني، المطرب علاء عبدالخالق، المطربة حنان، الباحثة الدكتورة ماجدة عبدالسميع، عازف الكمان الدكتور محمد القطب، فنان الخط العربى مصطفى عمرى. كما جاء المؤتمر المصاحب تحت عنوان "مستقبل الموسيقى العربية... ما بعد أزمة كورونا" هذا الى جانب المسابقة التي شملت العزف على آلات التخت الشرقى، الغناء للشباب والأطفال والغناء لذوى القدرات الخاصة. - وواصل مركز تنمية المواهب جهوده لخلق جيل جديد من الفنانين ومتذوقوها من خلال فصوله المتنوعة ( غناء شرقى وغربى أوبرالى – فصل سوزوكى – البالية – كلاكيت – عود – الفيولينة – بيانو – الفلوت – الجيتار – قانون – مادة الصولفيج - تعليم فن الرسم - الكمان الشرقي والإيقاع – ذوى القدرات الخاصة )، وكذلك إقامة الحفلات على مختلف مسارح الأوبرا تشجيعا للدارسين.