Close ad

الفقر وحقوق الفقراء

23-12-2020 | 18:43
الأهرام التعاوني نقلاً عن

تسببت جائحة كوفيد 19 (كورونا) فى العديد من الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والتى سيقف العالم أمامها طويلا، فقد ترك الوباء- الذى لم ينته بعد– آثارًا عميقة فى الإنسانية كلها وسنتوقف طويلًا يومًا ما نتذكر هذا الوباء الذى لا يرى بالعين المجردة والذي جعل العلم كله يتخندق فى منازله خوفًا من انتشار الوباء.. هذا العالم والذي توهم أنه امتلك مقاليد العلم والتكنولوجيا، وأن العالم أصبح بالفعل قرية صغيرة سهلة التواصل والاتصال وأيضًا سريعة في انتشار الأمراض.

ومن آثار انتشار وباء (الكورونا) طبقا لبيانات البنك الدولي الأخيرة أنه تواجه جهود إنهاء الفقر أسوأ انتكاسة لها على الإطلاق فمن المتوقع أن ترتفع معدلات الفقر المدقع فى نهاية عام 2020 لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، وأكد البنك الدولى أن الاضطرابات الناشئة عن جائحة كورونا أدت الى تفاقم قوى الصراعات فضلا عن تغير المناخ هذه العوامل بمفردها كانت تبطئ من جهود الحد من الفقر وجاءت الكورونا لتزيد الطين بلة.

ومن بيانات البنك الدولى فقد كان فى عام 2018 أربعة من كل خمسة اشخاص دون خط الفقر يعيشون فى مناطق ريفية، كما يشكل الاطفال نصف الفقراء والنساء يمثلن أغلبية الفقراء فى معظم المناطق، ولم يحصل 70 % من فقراء العالم فى سن 15 عامًا وأكبر على أي تعليم مدرسي.

ويؤكد البنك الدولي فى بياناته أن العديد من الناس الذين بالكاد نجوا من الفقر المدقع قد يسقطون فى براثنه مرة أخرى؛ نتيجة لاقتران تفشي فيروس كورنا بالصراع وتغير المناخ، وتشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 88 مليونًا إلى 115 مليونًا سيسقطون في براثن الفقر ليصل مجموعه فى العالم ما بين 703 ملايين و729 مليون شخص.

ويشير التقرير إلى أن الفقراء الجدد طبقًا لتعبير البنك الدولي سيكونون أكثر تركزًا في المناطق الحضرية مقارنة بالفقراء المزمنين، ويؤكد التقرير أن تأثيرات هذه الأزمة ستطول معظم بلدان العالم، وأن آثارها ستستمر حتى عام 2030.

هذا فى العالم وطبقًا لتقرير البنك الدولى.. أما في مصر فكانت المفاجأة السارة إعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تراجع معدلات الفقر فى مصر إلى قرابة الـ 29 % خلال 2019 - 2020 مقارنة بـ 32 % فى 2017 - 2018، وذلك بعد دخول مشروعات الحماية الاجتماعية التى أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال السنوات الخمس الأخيرة ودخولها حيز التنفيذ والتى كان على رأسها برنامج تكافل وكرامة ودعم المرأة المعيلة، هذه البرامج التى أدت الى ارتفاع متوسط الدخل السنوى للأسرة من 60 ألف جينه سنويا الى أكثر من 69 ألف جنيه سنويا.

كما نشاهد إطلاق السيد الرئيس برنامجًا جديدًا للتطوير الشامل لـ ألف قرية مصرية موزعة على معظم الرقعة الجغرافية لحوالى ٢٢ محافظة على مستوى الجمهورية تشمل ٥٠ مركزاً بتلك المحافظات بالتكامل مع البرنامج القومى “حياة كريمة” لتطوير التجمعات الريفية وذلك على مدار ٣ مراحل ومن خلال عدة محاور تستهدف النهوض بمستوى معيشة المواطنين وتخفيف معدلات الفقر وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة إليهم لا سيما فى عدد من المجالات كالتعليم والمدارس والإسكان والكهرباء والصرف الصحى ومياه الشرب والغاز الطبيعى وتدوير المخلفات وإقامة المناطق الصناعية لتعزيز المشروعات المتوسطة والصغيرة وتطوير الوحدات الصحية ورفع كفاءة شبكة الرى من ترع ومصارف والتنمية الزراعية والخدمات البيطرية وإنشاء سلسلة مراكز تجميع الألبان المتطورة.

هذه المجهودات التى يجب علينا التكاتف حولها وتقديم يد المساندة لما تقوم به الدولة من جهود لمكافحة الفقر وإعداد حياة كريمة يستحقها أهالينا من الفقراء.

خاصة انه لم يعد من المدهش أن نرى العالم الغربى بديمقراطيته المزعومة وهو يكيل بمكيالين حسب المصالح السياسية الخاصة به فعندما تحدث إضرابات وفوضى فى شوارع لندن أو باريس (حركة السترات الصفراء) شاهدنا كيف تعاملت الشرطة والسلطات هناك مع هذه الفوضى ولم تلق أي بال بحقوق الإنسان التى ينادون بها ويتاجرون بها.. تكرر الأمر بصورة أخرى فى شوارع أمريكا بعد أن قتل مواطن أمريكى صاحب بشرة سمراء تحت أقدام الشرطة الأمريكية فى إشارة ودلالة على أن التمييز العنصرى مازال هناك بصورة أو بأخرى.

وبكل وضوح وبدون خوف ما قامت به مصر تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي هو معجزة اقتصادية وتنموية بمختلف المقاييس العلمية المحايدة، برنامج إصلاح اقتصادى ناجح ومشروعات في كل موقع وإنجازات تتحقق بدون ضجيج فى ظل أزمات سياسية في المحيط الإقليمى والعالمى.

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها.

[email protected]

نقلًا عن الأهرام التعاوني

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة