Close ad

من وحي وفاة "الأسطورة" مارادونا..

9-12-2020 | 08:36

"الكاريزما" تغفر كل "الخطايا"!!
** حالت ظروف خاصة بيني وبين إمكانية الكتابة في الأسبوع الماضي عن حدثين مهمين: الأول هو وفاة النجم الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، والثاني النهائي الإفريقي الذي انتزعه النادي الأهلي من غريمه التقليدي الزمالك بعد مباراة حسمها مجدي قفشة بصاروخ جو/جو في مرمي أبوجبل قبل نهاية المباراة بخمس دقائق.

ولأنه لا يجوز ولا يعقل ترك حدثين مثل هذين الحدثين الكبيرين دون التعليق عليهما، فإنني بصدد تخصيص مقالي هذا لإلقاء الضوء، بشكل قد يكون مختلفًا، عما سبق كتابته فور وقوع هذين الحدثين.. وأبدأ بوفاة مارادونا، فأقول: مات أفضل لاعب في العقدين الأخيرين من الألفية الثانية..

وفي رأي الكثيرين، أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم كله، وهو التصنيف الذي لا أحبذه ولا أهواه، لأن كل عصر وله أذان، وكل جيل وله نجومه الأفذاذ.. وكل زمن وله كرته التي تميزه عن غيرها.. ولكن هذه ليست قضيتي اليوم، وإنما أنا بصدد توديع وتأبين نجم صنع الكثير لمنتخب بلاده ولنادي نابولي الإيطالي..

نجم اختلف الناس على سلوكه وأخلاقه وشطحاته ونزواته وطيشه، ولكنهم أبدًا لم يختلفوا على موهبته ومهاراته كلاعب من طراز خاص قلما يجود الزمان بمثله..

عاش مارادونا حياته بالطول والعرض كما يقولون، فكانت سنوات عمره الستون، في حقيقة الأمر أكثر من مائة وعشرين عامًا، فعل فيها كل شيء يخطر على البال، وعلى غير البال.. كرة قدم رائعة، نساء، مخدرات، وكثير من الزلات والسقطات التي لا تقال في ظروف وفاته، ومع ذلك لم يتوقف شعب الأرجنتين كله عن حبه وتحويله إلى شبه إله لكرة القدم، رغم كل الموبقات والنزوات التي سقط فيها.

إلا أنه لا أحد من نجوم الكرة الأرجنتينية استطاع أن يسحب البساط من تحت أقدامه كرمز عزيز وغالٍ لكرة التانجو.. ولا حتى خليفته ليونيل ميسى!!

أليس هو الذي قاد المنتخب للفوز ببطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك، لدرجة جعلت الكثيرين يطلقون عليها بطولة مارادونا؟! أليس هو أيضًا من قاد المنتخب إلى نهائي مونديال 1990 أمام منتخب ألمانيا، ولم يخسر اللقب إلا بركلات الترجيح؟! إنه صاحب كاريزما خاصة لا تخطئها العين ليس داخل المستطيل الأخضر فقط، وإنما خارجه أيضًا.

ويجدر بي أن أنوه هنا إلى أن كثيرين من مواطني الجنوب الإيطالي يقولون: من لم ير مارادونا وهو يلعب مع نابولي، "فاته نصف عمره"، ويؤكدون أن "مارادونا نابولى" كان أفضل كثيرًا من مارادونا المونديال..

وربما كان هذا الكلام حقيقة، لأن الكثيرين لم يكونوا يتابعون باهتمام مباريات هذا الفريق الإيطالي القابع في جنوبي البلاد، والذي لم يفز قبل مارادونا بأي بطولة، لولا أن قاده هذا الساحر الأرجنتيني إلى الفوز ببطولة الدوري الإيطالي "الكالشيو" مرتين، منتزعًا إياه من فرق شمالي إيطاليا القوية والغنية مثل إيه سي ميلان وإنترميلان ويوفنتوس، بخلاف الفوز بـكأس إيطاليا مرة، وكأس الاتحاد الأوروبي مرة..

واستطاع النجم الراحل أن يتألق ويؤكد موهبته وسط كوكبة من أفضل نجوم العالم وقتها وعلي رأسهم ميشيل بلاتيني وزيكو وبونيك ورود خوليت وفان باستن وريكارد وسقراطس وكاريكا وروسي وغيرهم من نجوم المستطيل الأخضر. ولعل هذا ما جعل مواطني مدينة نابولي يعتبرون بطلهم "أيقونة خالدة" حتى بعد رحيله عن إيطاليا..

رحم الله مارادونا الذي أمتع الملايين وبهرهم بفنه وموهبته وكرته الجميلة، فغفر له عشاقه ومحبوه ــ رغم صدمتهم أحيانًا ــ كل زلاته وشطحاته وأفعاله المجنونة وإدمانه، وتماديه في طريق الغواية!!

ويبدو أن النصف الأول من المثل القائل "حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يتمني لك الغلط" ينطبق على علاقة الجماهير بمارادونا، فلولا أنهم يحبونه بشدة، ولولا الكاريزما التي يتمتع بها، كما لو كان أحد القادة العظام الذين خلدهم التاريخ، لكانوا شوهوا صورته تمامًا، ولبات في طي النسيان.
......................................

** أما فيما يتعلق بالحدث الثاني وهو نهائي القرن الإفريقي بين الأهلي والزمالك، فكنت أتصور أن المساحة ستسمح بتناول الحدثين في مقال واحد، ولكنني أجدني مضطرًا إلى تأجيل الحديث عنه إلى الأسبوع المقبل، وسيكون ــ بمشيئة الله وإذنه ــ حديثًا مختلفًا ــ بقدر الإمكان ــ عما كتب من قبل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
أنور عبدربه يكتب: يا رجال المنتخب.. أرجوكم خيبوا ظني!

كعادته في اختياراته منذ مجيئه على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، يفاجئنا البرتغالي كارلوس كيروش دائمًا، بمفاجأت بعضها سار والآخر مثير للدهشة والاستغراب، فباستثناء القوام الأساسي الذي يبدأ كل مباراة

أنور عبدربه يكتب: يا صلاح .. إبق في ليفربول!

نصيحتى المخلصة لنجمنا المصري العالمي محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي، ألا يفكر فى ترك ناديه وأن يحاول التوصل إلى صيغة حل وسط بشأن راتبه، لأن الفلوس ليست كل شيء

أنور عبدربه يكتب: المدربون الألمان ودورسهم المستفادة!!

المدرب الألماني المخضرم يوب هاينكس يعتبرمن أهم المدربين الألمان في الأربعين عامًا الأخيرة وسبق له أن حقق مع النادي البافاري إنجازًا تاريخيًا عام 2013 عندما حقق الثلاثية البوندسليجا

أنورعبد ربه يكتب: حقًا .. إنها مقارنة منقوصة!

تعرض النجم الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي لاعب باريس سان جيرمان في الآونة الأخيرة لحملة هجوم شعواء، ووجهت له انتقادات قاسية من بعض خبراء اللعبة ومحللي

أنورعبد ربه يكتب: كرة القدم لعبة حلوة لا تفسدوها بتعصبكم الأعمى!

نجح أبناء القلعة الحمراء في انتزاع الميدالية البرونزية للمرة الثالثة في تاريخ مشاركات الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت بدولة الإمارات العربية

أنور عبدربه يكتب: منتخبنا الوطني محترم .. ولكن!

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. خسرنا بطولة ولكننا كسبنا منتخبًا واعدًا ومبشرًا.. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل منتخبنا الوطني إلى المباراة

أنور عبدربه يكتب: قمة "مصر/الكاميرون" .. بين تصريح "إيتو" و"روح الفراعنة" !

لا أرى أي مبرر للخوف من الحرب النفسية التي يشنها الكاميرونيون وعلى رأسهم نجمهم الكبير صامويل إيتو الذي أصبح رئيسًا لاتحاد الكرة في البلاد

أنور عبدربه يكتب: صلاح وجائزة "الأفضل"!!

لا أفهم حتى الآن سببًا وجيهًا يجعل كثيرين من المصريين في حالة حزن شديد، لأن نجمنا العالمي محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي لم يحصل على جائزة الكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول

أنور عبدربه يكتب: حكايتي مع "اللورد" إبراهيم حجازي

لا أدري من أين أبدأ قصتي مع الراحل العظيم إبراهيم حجازي.. فمنذ اليوم الأول الذي تعرفت فيه عليه عام 1988، وجدت شخصًا مختلفًا عن الآخرين الذين قابلتهم في حياتي

أنور عبدربه يكتب: صاروخ برازيلي يرعب المنافسين في ،،الليجا،، !!

وتبقى أرض السامبا البرازيلية ولاّدة للمواهب والنجوم الذين يتألقون في ملاعب العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، وتظل قادرة على استنساخ بيليه جديد ورونالدو الظاهرة في صورة مختلفة

أنور عبد ربه يكتب: من وحي مباراة مصر وتونس ** كفاية "إفتكاسات" يا عم كيروش!!

عشر ركنيات لمنتخب تونس مقابل ركنية واحدة لمنتخب مصر تلخص فارق المستوى بين المنتخبين في لقائهما بنصف نهائي بطولة كأس العرب

أنور عبد ربه يكتب: جائزة "The best" حاجة تانية خالص!!

انتهت القمة الكروية المصرية بين الأهلى والزمالك منذ أكثر من عشرة أيام، وفاز أبناء القلعة الحمراء عن جدارة واستحقاق 5/3، وخسر أبناء البيت الأبيض ولكنهم

الأكثر قراءة