Close ad

الهجرة إلى مصر ظاهرة إيجابية

6-12-2020 | 03:04

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف 99) مصر بلد الأمن والأمان منذ فجر التاريخ وهي قبلة الأنبياء ومصدر للأمن والأمان لأنبياء الله يوسف وموسى والمسيح عليهم السلام جميعًا.

وهذه رسالتها منذ فجر التاريخ، والآن تشهد مصر هجرات متتالية ومتزايدة من الدول الشقيقة بحثًا عن الأمن والأمان والعلم والعلاج والعمل والسياحة وتتعدد الأسباب، ولكن الملايين يأتون إليها بحثًا عن حياة أفضل، وهذا بلا شك نعمة كبيرة من المولى الكريم لهذا البلد الأمين الوطن الثاني لكل عربي.

وعلينا الاستفادة منها والعمل على تلبية اجتياحات كل هؤلاء الوافدين لإشباع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم وفى نفس الوقت هذه الهجرات تعتبر سياحة ومصدرًا للدخل والعملة الصعبة؛ حيث يقدر عدد المهاجرين العرب من الدول العربية وحدها بنحو عشرة ملايين مواطن عربي، بالإضافة للجنسيات الأخرى وكثير من هؤلاء له بعض الاحتياجات الخاصة التي قد تختلف وتحتاج لرؤية جديدة ومتطلبات خاصة تختلف بالطبع في بعض الأحيان عن المواطن المصري.

ويمكن في هذا الإطار طرح بعض الأفكار المبدئية للتعامل مع هذه الظاهرة، أولا معظم هؤلاء المهاجرين يتمتعون بمستوى اقتصادي مناسب، وبالتالي لا يجب أن يحصلوا على الدعم الحكومي المخصص للمصريين، بل يجب محاسبتهم بسعر التكلفة وخاصة فيما يخص أسعار الكهرباء والماء والغاز والبنزين وأيضًا مصروفات التعليم والدراسة في كافة المراحل التعليمية المختلفة وخلافه من خدمات أخرى.

ويمكن الاستفادة من تجربة كارت البنزين الذي تم استخراجه فعلا ولم يستخدم وإعادة هذه التجربة لحيز التنفيذ؛ لأن نسبة الأجانب في مصر نسبة كبيرة، وهذه الفئات تحديدًا استهلاكها عال، وعادة من يخرج من بلده ويأتي لمصر مستواهم الاقتصادي مرتفع، والدعم مخصص لشرائح معينة من المصريين، ويمتد هذا الأسلوب للخدمات الصحية والرياضة والترفيهية والثقافية ووسائل النقل والمواصلات المختلفة، وأية خدمات أخرى، وأيضًا بالنسبة للضرائب سواء عن العمل والإقامة وخلافه.

يجب أن يكون لهم نظام خاص والاستفادة من التجارب الدولية في كل ما سبق مع إعادة النظر لبعض من يعانى منهم من ظروف خاصة أو صعبة.

وبالنسبة للسكن يمكن التفكير في توفير نوعية جديدة مناسبة من المساكن تناسب كافة الاحتياجات، وبمستويات اقتصادية مختلفة تشمل على سبيل المثال ما يأتي:
1- مسكن أو شقة شبه مفروشة بمعنى حجرة النوم مثلا يكون السرير مبنى مثل المصطبة ويحتاج فقط لمرتبة والفرش والدواليب في الحيطان من الخلف والأجناب، وكذلك المطبخ؛ مما يوفر أكثر من نصف الخشب وأيضا الصالون يكون مبنى مثل المصطبة ويحتاج للفرش فقط.

وهذه النوعية موجودة في بعض القرى السياحية ومناسبة للشباب ذوي الدخل المحدود وللإقامة المؤقتة حيث يمكن فرش الشقة كاملة بأسعار منخفضة لا تتجاوز عادة نحو 20% من الفرش العادي أو تأثيث أي شقة جديدة.

وبالمناسبة يجب توفير هذه النوعية أيضًا للشباب المصري والمصريين عموما، كما أن هناك نوعية أخرى من المساكن ممكن توفيرها وتسمى شقة استوديو وهى ببساطة شقة صغيرة جدا تشمل حجرة نوم ومقعدًا بسيطًا وحمامًا صغيرًا ومطبخًا يسمى أمريكاني؛ لأنه صغير ومفتوح على المجلس أو المقعد وهي عادة لا تتجاوز 50 أو 40 مترًا وتكون عادة مناسبة لفرد أو فردين مع توفير خدمات أخرى للعمارة مثل عمال النظافة؛ لأنه شبه فندق مع توفير مغسلة عامة لغسل وكوي الملابس والمفروشات وبعض الخدمات الأخرى الأساسية وأيضا توفير بعض المساكن للإيجار السنوي وبعضها كحق انتفاع لفترات تبدأ من 5 إلى 30 أو 40 عامًا مثلا..

وهكذا في كافة المجالات مطلوب رؤية جديدة وخدمات جديدة ومنظور شامل لجذب المزيد وتلبية الاحتياجات المختلفة والجديدة وتعظيم الاستفادة من هؤلاء المهاجرين بما يعود بالنفع الكبير لهم وللوطن، كما يمكن إجراء دراسات استطلاعية لعينة ممثلة من هؤلاء المهاجرين لمعرفة احتياجاتهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم في هذا المجال والله الموفق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة