كان باب مكتبه مفتوحًا ورحب بى فور دخولى دون سابق معرفة ودون توصية من صديق مشترك، فتعجبت لأن ذلك ليس من شيم أقرانه من الموظفين.
جلست فقام بإجراء مكالمة من تليفونه الخاص مع عم رُحيم «بضم الراء» ليخبره بأن معاشه أصبح متاحًا الآن فى مكتب بريد - حدده له - وطلب منه التوجه لصرفه فورًا، فسألته من هو رُحيم فقال إنه أحد المترددين على المكتب لوجود مشكلة فى صرف معاشه، فتعجبت مرة أخرى لأننى لم أعتد مثل هذه التصرفات الراقية من أقرانه.
لمح سيدة مسنة تقف متكئة على عصا أمام باب مكتبه مترددة وتحمل أوراقا تريد عرضها عليه، فدعاها للدخول، وكذلك 3 سيدات أُخر جئن بعد لحظات، وطلب منهن الجلوس، فتحول التعجب إلى إعجاب بسلوك هذا المسئول المحترم.
أوضحت له ما جئت لأجله، فقال إن ذلك يخص إدارة أخرى مقرها وسط المدينة، ولكنه لم يتردد فى تقديم المعلومات المطلوبة بعد مراجعة الملف عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به، موضحًا أن هناك شبكة موحدة تربط مختلف الإدارات.
شكرته وهممت بالانصراف فقال طالما أنك فى مجال الإعلام نريد منك خدمة، فظننت أن له مطلبًا شخصيًا، وأن جميع السلوكيات الراقية التى شهدتها كانت مقدمة لهذا الطلب، ولكنه خيب ظني.
قال إن المترددين على المكتب من كبار السن وعبور شارع جسر السويس القريب من المكتب أصبح صعبًا عليهم بعد توسعته، ونريد إشارة مرور لمساعدتهم.
هذا الموظف المحترم اسمه محمد فواز مدير عام تأمينات شرق القاهرة.
abdallahsameh@hotmail.com
* نقلًا عن صحيفة الأهرام