Close ad

أوهام ضائعة منذ عهد روزفلت!

3-12-2020 | 11:12

من بين عشرات الرسائل التي تلقيتها تعليقًا على مقال يوم الاثنين الماضي "تصورات خاطئة" بشأن ما يتردد عن مخاوف لدى البعض عن حدوث انقلاب في العلاقات المصرية الأمريكية عندما يتولى جو بايدن الرئاسة خلفا لـدونالد ترامب انتقيت هذه الرسالة التي بعث بها اللواء محمد مطر عبدالخالق مدير أمن شمال سيناء سابقًا؛ ولأن الرسالة طويلة جدًا فسوف أكتفي بعرض أهم ما ورد بها دون إخلال بمضمونها الذي يحذر من استمرار وقوع العالم العربي في بحر من أوهام الانتظار للعدل الأمريكي ودون أن يؤثر تدخلي في الصياغة علي جوهر الرسالة.

من قبل ذهب أوباما الديمقراطي وحل محله ترامب الجمهوري، وها هو على وشك الرحيل لكي يحل محله بايدن الديمقراطي، ولم ولن يختلف التعامل الأمريكي مع العرب فقد سقطت منذ سنوات بعيدة أوهام انتظار العرب لكل انتخابات أمريكية جديدة لعلها تحمل معها أي إشارة بإمكان التجاوب مع آمالنا المعلقة في أن تأتي هذه الانتخابات بالمنقذ المخلص لأمتنا سواء في حقبة الاستعمار القديم أو حاليًا في حقبة التمدد الصهيوني.

ولعلنا نتذكر جيدًا كيف أن الشعب المصري كان يعلق آمالا واسعة على أمريكا في مطلع القرن العشرين بصفتها قوة عظمى صاعدة وداعية للحرية والديمقراطية؛ ولهذا انتظر المصريون زيارة الرئيس الأمريكي روزفلت لمصر عام 1910 اعتقادًا منهم بأنه سيكون داعمًا لمصر ضد الاستعمار البريطاني، فإذا به يلقي خطابًا صادمًا ومخيبًا للآمال يقول فيه:
"إن المصريين مازالوا في طور الحضانة السياسية وغير قادرين على حكم أنفسهم" تمامًا مثلما توقع المصريون آمالا عريضة مع تولي أوباما حكم أمريكا ومجيئه لزيارة مصر عام 2009 ليلقي خطابًا في نفس جامعة القاهرة التي تحدث أمامها روزفلت قبل مائة عام فإذا بخطاب أوباما يجيء بمثابة هدية ملغومة اسمها كارثة الربيع العربي التي استهدفت تفتيت العالم العربي أكثر مما هو مفتت لكي تمهد الطريق أمام جماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة على حكم مصر ونشر خلاياها في العالم العربي بأسره.

ويختتم اللواء مطر رسالته قائلا: إنه لولا استجابة الرئيس السيسي لنداء الشعب في 30 يونيو 2013 لبقينا غارقين حتى الآن في خيرات السيد أوباما والسيدة هيلاري قبل أن يحل علينا ترامب ليتعامل مع العرب بمنطق جامع الإتاوات لحماية من يزعم حمايتهم، بينما هو من يسعى لتغذية العداوات فيما بينهم ليتمكن من تمرير صفقة القرن التي داست بنعال الأحذية على القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية.

***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في خنوع الأخيار!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة