Close ad
1-12-2020 | 10:52

لا يمكن وصف دهشتى بل صدمتى بما حدث من رفض ورثة العمارة التى كانت تقطن فيها العظيمة شادية بوضع لافتة باسمها على مدخل العمارة، هذا الموقف لا يمكن تقبله أو الوقوف أمامه ببساطة وسلبية، ولا يكفى فى مثل هذا الموقف الذهول والدهشة، ولكن لابد من الإلزام والبحث عن حلول لتنفيذ ما تأتي به هذه المبادرة التي تحمل عنوان «عاش هنا» والتى أصبحت مطلبًا شعبيًا، وهى بالفعل تلقى استقبالًا شعبيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فما أحوجنا لمثل هذه الأفكارالتى تهدف لـتخليد أسماء الرموز والمبدعين فى كل المجالات السياسية ‏والاقتصادية والفنية والأدبية لتظل قدوة ونموذج للأجيال.

ومن أفضل وأهم وأشهر وأنقى وأقدر من العظيمة شادية ليكون قدوة ونموذجًا نحتذى به؟ مهما صادفتنا شخصيات لا تمنح الفن والفنانين قيمتهم، وتنظر للفن على أنه عيب أو حرام أو انحراف، تلك الشخصيات لابد من كشفها والتصدى لها بكل قوة وعدم الانصياع لأفكارها الهدامة التى تجرنا للوراء بل للخراب.

العظيمة القديرة شادية تستحق أن تتواجد بيننا فى كل لحظة بسيرتها وفنها ورقيها وصفاتها الحسنة التى لن تكفى مجلدات سردها، ومن حقها إطلاق اسمها على شارع وليس مدخل عمارة، ولابد أن نفتخر بها وبما قدمته منذ أول يوم عرفها الفن المصرى والعربى وحتى لحظة رحيلها.

موقف ورثة العمارة التى كانت تقطن فيها شادية يثير الحزن والأسى ويؤكد أن هناك خطأ كبيرًا، بل جريمة… جريمة لم يرتكبها الرافضون فقط، ولكن الموضوع أكبر من ذلك، فبالتأكيد الخطأ يمتد للإعلام ومنظومة التعليم وغير ذلك من الأسس والأساليب التى تسهم فى تكوين تركيبة عقلية سليمة نعانى من افتقادها كثيرا.. تركيبة تؤمن بأن الفن رسالة ولابد من احترامه واحترام من يؤدون هذه الرسالة.

أعتقد أنه لابد أن يكون لدينا وسيلة إلزام بالاعترف بفكرة «عاش هنا» وتطبيقها وعدم ترك هذا الأمر لرغبة مالك عقار أو ورثة منزل، لأننا سنصطدم بعقول رجعية وقلوب يملأها السواد.

وهنا لا أغفل التحية للناقد الكبير طارق الشناوي عضو لجنة «عاش هنا» بالتنسيق الحضاري والذي يقف مدافعًا عن تلك الفكرة متصديًا لمن يحاولون هدمها وحرمان الأجيال من التعرف على العظماء أمثال شادية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة