Close ad

«التعاون المائي» على طاولة مباحثات الرئيس السيسي في جوبا

28-11-2020 | 19:40
«التعاون المائي على طاولة مباحثات الرئيس السيسي في جوباالرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير
أحمد سمير

«زيارة هامة في وقت دقيق»، عبارة مناسبة لوصف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى دولة جنوب السودان، في ظل ما تمر به القارة الإفريقية، من صراعات تشهدها بعض دولها، وتأثير وباء عالمي، أثر بشكل أو بآخر على مختلف مناحي الحياة.

موضوعات مقترحة

زيارة الرئيس السيسي، إلى جنوب السودان حملت عنوانا كبيرا، لطالما أكدته مصر، وهو «تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية» مع أشقائها من دول القارة بشكل عام، ودول حوض النيل على وجه الخصوص؛ حيث أوضح رئيس الجمهورية، خلال المؤتمر الصحفي، مع نظيره سيلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان، أن التعاون بين البلدين سيشمل التنسيق السياسي والعسكري والأمني، وكذلك المجالات الاقتصادية والتجارية، والسعي للارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين.

وتناولت المباحثات أيضا، تعزيز التعاون -القائم بين البلدين- في مجال الموارد المائية والري، وتعظيم الاستفادة من نهر النيل، ليكون مصدرا للتعاون والتنمية، وشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.

وبالعودة قليلا إلى الوراء، وتحديدا في مايو من عام 2018، كان محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، قد حمل رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى رئيس دولة جنوب السودان، مفادها بدعم مصر الكامل لدولة الجنوب، في المجالات كافة على المستويين الإقليمي والدولي، وعرض - وقتها- وزير الري، على الرئيس سليفا كير، أوجه التعاون المشتركة بين البلدين، في مجال تنمية الموارد المائية، وحجم المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية في بلاده، فضلا عن استعراض الوضع المائي الإقليمي.

وثاق التعاون بين البلدين في مجال الموارد المائية، معقود برباط مائي أزلي، هو نهر النيل، وآخر سياسي دبلوماسي، في ضوء مذكرة تفاهم موقعة بين البلدين في 18 أغسطس 2006، وتدعيمها ببروتوكول تعاون فني في 28 مارس 2011، واتفاقية تعاون فني وتنموي في نوفمبر 2014 بالقاهرة، بحضور رؤساء الدولتين، نفذت بموجب هذه الاتفاقيات وزارة الموارد المائية والري المصرية، حزمة من المشروعات التنموية، لخدمة مواطني جنوب السودان.

المراسي النهرية

مشروعات إنشاء المراسى النهرية، واحدة من مجالات التعاون التي تنفذها مصر في جنوب السودان، حيث أنشئ مرسى نهري في مدينة واو، في نوفمبر 2010، والمرسى النهري بمدينة كواجوك في حوض بحر الغزال، ويمثل هذا المرسى أهمية في ربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحيا، بما يسهل نقل البضائع والركاب، لينعكس ذلك إيجابيا على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لشعب جنوب السودان، فضلاً عن تحسين الأحوال البيئية والصحية.

محطات مياه الشرب

6 محطات لمياه الشرب؛ اعتمادا على المياه الجوفية في نطاق مدينة جوبا، نفذتها وزارة الري المصرية في جنوب السودان، وكذلك شبكات التوزيع لتوصيل مياه الشرب الصالحة إلى المواطنين، فضلا عن التحضير لإنشاء 6 محطات مياه شرب أخرى؛ اعتمادا على المياه الجوفية.

وأقامت مصر محطة مياه في مدينة «واو»، لتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية والأهالي، فضلا عن الانتهاء من إنشاء معمل مركزي لتحليل نوعية المياه، بهدف الحد من مخاطر التلوث، والحفاظ على صحة المواطنين.

محطات قياس المناسيب والتصرفات

وامتد التعاون بين مصر وجنوب السودان، ليشمل مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات، بهدف تأهيل المحطات الرئيسية لقياس المناسيب والتصرفات للأنهار في جنوب السودان، بما يوفر البيانات والمعلومات الهيدرولوجية اللازمة لتصميم وتنفيذ المشروعات التنموية المائية لجنوب السودان.

وأنهت مصر تأهيل 4 محطات في مدن «ملكال» و«جوبا» و«واو» و«منجلا»، فضلا عن تنفيذ محطتين في مدينتي «نيمولى» و«بور» على بحر الجبل.

وأنشأت أيضا، 4 سدود لحصاد مياه الأمطار، في إطار تنفيذ مذكرة تفاهم موقعة في نوفمبر 2016، بهدف الاستفادة من مياه الأمطار في توفير مياه الشرب للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية.

وافتتح وزير الري، محمد عبد العاطي، محطة قياس المناسيب والتصرفات بمدينة "منجلا" الواقعة على بحر الجبل، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1905، بعد أن أهلتها وزارة الري المصرية، وزودتها بأحدث الأجهزة والمعدات لتوفير البيانات والمعلومات للمشروعات التنموية في جنوب السودان، فضلا عن تزويد المحطة ببئر جوفية، مزودة بشبكة صنابير عمومية؛ لخدمة المواطنين في الحصول على مياه الشرب النظيفة في المدينة.

تطوير نظم الري

في سبتمبر الماضي، وقّع محمد عبد العاطي، ونادية أروب، وزيرة الثقافة والمتاحف والتراث بجنوب السودان، اتفاق تعاون لتطوير وتأهيل نُظم الري بمزرعه "مريال باي" في مدينة واو، خلال الزيارة الرسمية التي أجراها وزير الري المصري والوفد المرافق له إلى دولة جنوب السودان.

وتابع وزير الري، ونظيره مناوا بيتر قادكوث، وزير الموارد المائية والري بجنوب خلال الزيارة، تقدم العمل في إنشاء 6 محطات مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية، وتفقدا العمل بمحطة المستشفى القبطي في "مونيكي"، التي تنفذها وزارة الري، وشهدا انطلاق المياه من البئر المغذي للمحطة، لتوفير مياه الشرب لمواطني جنوب السودان.

الشراكة من أجل التنمية

بالعودة إلى عام 2018 مجددا، أكدت وزارة الري المصرية - في بيان رسمي- الاتفاق على زيادة معدلات التنسيق بين الجهات الوطنية ووكالة الشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، لتعزيز التعاون الثنائي مع دول حوض النيل، في ظل التوجهات المصرية لتعزيز واستدامة العلاقات المصرية الأفريقية بصفة عامة، وتعزيزها مع دول حوض النيل بصفة خاصة.

وشدد المشاركون في اجتماع تنسيقي لمناقشة موقف مشروعات التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية والري مع دول حوض النيل، والتي تمولها وكالة الشراكة من أجل التنمية «المصرية»، شددوا - وقتها- على حرصهم لتكاتف الجهود الوطنية لإزالة العقبات التي تواجه تنفيذ المشروعات الثنائية مع دول حوض النيل، ودول القارة الإفريقية، لتحقيق أقصى استفادة واستدامة لها، بما يحقق المنفعة للجميع، حيث يحمل تنفيذ هذه المشروعات رسالة أن «مصر تساعد في تحقيق التنمية المستدامة ليس لدول حوض النيل فقط، بل للقارة الإفريقية كلها».

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة