Close ad

مارادونا.. أملنا المكسور!

28-11-2020 | 13:22

لم تعد كرة القدم كما كانت. ابتكر فنا جديدا لا علاقة له بأساليبها القديمة. هكذا كان مارادونا الذى أشعل حماسنا، فجعلنا أسرى عظمته فى الثمانينات. غفرنا له سقطاته. رفضنا، نحن الجيل الشاب الذى انبهر به، تصديق أن هناك لاعبا أفضل منه.

فى المباراة الشهيرة بين الأرجنتين وإنجلترا 1986، صنع المجد مرتين. سجل هدفا بيده. اعترف بعد ذلك بما فعل: قليل برأسى وقليل بيد الله. ثم جاء السحر بعد أربع دقائق. فى 10 ثوان و44 خطوة، شهدنا المعجزة. تلقى الكرة من منتصف الملعب. جرى وراءه 7 لاعبين. راوغ 5. خدع الحارس لتنزلق الكرة بالشباك. «عبقرى، عبقرى. من أى كوكب أتيت؟. أريد أن أبكى». لهج المعلق الأرجنتينى بالكلمات. انتصر وحده على الانجليز بعد هزيمة بلاده بـحرب الفوكلاند عام 1982.

مثل محمد على كلاى وأبطال الرياضة الاستثنائيين، لم يكن لاعبا فقط. المجد والدراما وعدم الانضباط والإدمان، فصول روايته. كما ألهى الرومان الناس بالسيرك والمصارعة، استغلته طغمة بلاده الحاكمة لصرف المواطنين عن مشاكلها. تضاءلت لحظة المجد «المارادونية» شيئا فشيئا.

نهايته الحقيقية جاءت عام 1994، بعد ثبوت تعاطيه المخدرات. انتهى مجده بالملاعب، وبدأت مأساته بالحياة. أصبح الجسد، الذى لم يصنه منتفخا وثقيلا.. مشاكل صحية وإدمان.. مشاكل أسرية وخلافات مالية.

خبا الضوء المبهر. لم تعد الأجيال الجديدة تسمع عنه سوى الفضائح. انبهرت بآخرين كميسى ورونالدو. بالنسبة لجيلى، مازال الأفضل. لا إراديا، ننسى مارادونا ما بعد منتصف التسعينات. نتشبث بلحظته الذهبية عندما سحر قلوبنا واستلب عقولنا.

أدباء ومفكرون وفلاسفة دخلوا فضاءه منبهرين. يقول الراحل محمود درويش عنه بعد فوزه بكأس العالم 86: «ماذا نفعل بعدما عاد مارادونا إلى أهله فى الأرجنتين. مع من سنسهر بعدما اعتدنا أن نعلق طمأنينة القلب وخوفه على قدميه المعجزتين؟. وجدنا فيه بطلنا المنشود. نصفق له وندعو له بالنصر، نخاف عليه وعلى أملنا فيه من الانكسار. رفع كرة القدم إلى مستوى التجريد الموسيقى.. لن يجد الأطباء دما فى عروقه، سيجدون وقود الصواريخ. يمر كالهواء عبر المساحات الضيقة». وداعا مارادونا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.