Close ad
26-11-2020 | 07:00

كانت زيارته الأولى للهند، وكان حريصًا على زيارة مسجد "تاج محل" أحد عجائب الدنيا الذى سمع وقرأ عنه كثيرًا.

فى الساحة الأمامية وقف المرشد الهندى الشاب يشرح له معالم المسجد، ثم أشار إلى أريكة من الرخام فى وسط الحديقة، وقال له هذه "أريكة أميرة القلوب".

 سأله: من تقصد؟ قال: أقصد "أميرة القلوب"، عندما زارت هذا المكان وعلمت قصة الحب التى جمعت الملك "شاه جيهان" والملكة "ممتاز محل"، وكيف بنى لها هذا المسجد حبًا فيها وتخليدًا لذكراها، جلست على تلك الأريكة وظلت تبكى، فأسماها الناس باسمها.

اقتربا من الأريكة، وطلب منه المرشد الجلوس عليها واستأذنه فى الذهاب لتحية أحد زملائه.

تابعه بنظره قليلًا ثم تنقلتعيناه فى المكان استفسارًا وتعجبًا، هنا جلست أميرة القلوب! ولماذا كانت تبكى؟

وفى غمرة تخيله للموقف التفت إلى يمينه فجأة، كتم صرخته وتصلب فى مكانه، إنها هى، نعم هى ومن يمكن أن يخطئها؟ صرخت فى وجهه: ابتعدوا عنى..

هو: سيدتى أنا لم أقصد الإساءة.. أنا... قالت: أعلم من أنت، أنت تتعقبنى... أجاب بسرعة: لا.. أقسم لكى أننى.. لم تعطه فرصة الرد وصرخت مرة أخرى: ابتعدوا عنى.. اتركونى وشأنى.. لقد تركت لكم كل شيء حفاظًا على ما تبقى من آدميتى، إننى امرأة وأريد أن أعيش ما تبقى من حياتى كامرأة وليس كماكينة تحركها أعراف وتقاليد بالية.. آه لو جربتم ذلك الإحساس البشع بأن تفعل دائمًا ما تمليه عليك إرادة الآخرين.

اعلموا أن المرأة يمكنها أن تتقبل أى خطأ إلا الخيانة.. أيها الرجال فلتذهبوا إلى الجحيم، لماذا لا تتصورون ذلك؟ لماذا تبيحون لأنفسكم أشياء وتحرمونها على المرأة؟ ولماذا ترتكبون تلك الخطيئة البشعة وتطلبون إليها أن تباركها دائمًا؟! أستحلفكم بالله وبالأديان والمبادئ والمنطق أن تجيبوا إن كنتم تملكون إجابة، أريحونى بالله عليكم وإلا فاتركونى وشأنى.. لن تبتعدوا؟ أعلم فتلك هى النهاية كما أظن.. لكننى سعيدة وراضية كل الرضا، فقد اخترتها لنفسى ولم يفرضها على أحد.. فلتعلنوا للعالم كله ما رأيتم.. نعم إننى بصحبة هذا الرجل وأحبه وسأتزوجه.. لأنه الشخص الوحيد الذى عاملنى كامرأة لديها إحساس وشعور.. ما لكم أنتم والتدخل فى حياتى.. إننى أتحداكم جميعًا، أعلم أننى منتهية.. لكن سيكون هذا درسًا لكم أيها المتجمدون المتبلدون.. إننى على يقين أن نهايتى سوف تكون بداية لفكر مختلف وجديد.. أروع شيء فى الحياة أن تعيشها كما هى وكما تراها لا كما يراها الآخرون.. وإلا فسوف تتحول إلى تمثال جميل الصورة مفرغًا من المعنى.. دعونى أعيش حياتى التى اخترتها وعيشوا حياتكم فى سلام، دعونى أحب وأتزوج من أشاء.. آه أعتذر.. مع من أتحدث عن الحب والسلام؟ مع تماثيل متحجرة بالية!!إذن فلتفعلوها ولتريحونى من عالمكم الغريب.. هيا.. افعلوها.. إننى لست خائفة.. حسنًا.. ها أنذا أبتسم!!

سيدتى.. سيدتى...أفاق من غيبوبته على يد تربت على كتفيه وصوت يقول: سيدى..سيدى.. التفت فوجد المرشد يبتسم ويسأله: هل ذهبت؟ قال له: من؟ قال: أميرة القلوب.. هل انتهى حديثكما؟ لا تندهش فهذا المكان له سحره الخاص، كلما أتى سائح أتركه يجلس هنا وأبتعد عنه قليلًا من الوقت لأى سبب، وعندما أعود أجده على نفس حالتك... المهم هيا بنا، وفى الطريق أحك لى ماذا قالت لك.. قال له وهو لا يزال فى غيبويته: من هى؟.. قال: هل نسيتها بهذه السرعة.. أميرة القلوب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة