نشر الفنان المحبوب محمد هنيدي صورة له على حسابه على تويتر، وكتب عليها: "لقيت حد يصورني صورة عدلة.. بجانب ترعة المريوطية .. شكرا للمصور اللي هو أنا بعصاية السيلفي"
الصورة جميلة ومبهجة وتظهر فيها "
ترعة المريوطية " على حسب قول هنيدي، وبغض النظر هل هنيدي بيهزر أم لا!! إلا أن الصورة نظيفة وأنيقة والخلفية مع الشجر والخضرة تجعلك تشعر أن الصورة مأخوذة في
هولندا أثناء تصويره فيلم "همام في أمستردام"، أو أنها أحد مشاهد الفيلم نفسه.
قبل صورة هنيدي بعدة أيام نشرت مجموعة من الصور، على صفحتي الشخصية في فيسبوك، لترعة قامت الحكومة بتبطين جوانبها في إحدى قرى ريف الشرقية.. كانت الصور تكشف جانبًا من خطة الدولة في تبطين و"تدبيش" مجموعة كبيرة من الترع والمجاري المائية للتقليل من فقد المياه وللمحافظة على الشكل الحضاري للترع.
وعلق حينها على الصور الشاعر الغنائي محمود رضوان، وقال: "لماذا لا تُغطى هذه الترعة وتكون أفضل وأحسن؟!" فرد عليه أخي المقيم ب
إيطاليا : لماذا نغطيها؟!.. إنهم يبحثون هنا في
إيطاليا عن أى مجرى مائي حتى لو كان صغيرًا.. والأفضل أن تترك الترع مكشوفة ومع التبطين لها يوضع عليها أسوار تمنع وقوع الأطفال فيها"
تاريخيًا مصر برعت في فكرة شق الترع والقنوات المائية وسط المباني والأراضي، هي في الأصل فكرة عبقرية مازال يجري تنفيذها في العديد من دول العالم حتى يومنا هذا.. وإذا كنا في مصر نحتاجها للزراعة وتغذية الأراضي بالمياه العذبة.. ففي بعض البلدان تُستخدم هذه الترع والقنوات لصنع شكل عام أفضل "فيو جميل"، وصُنع براح ومساحات للتنفس بين العمارات وناطحات السحاب.
فمثلا هذه القنوات المائية حفرتها دبي في منطقة برج خليفة، لتمر المياه وسط ناطحات السحاب الشاهقة، لتصنع فضاءً مريحًا وتلطف درجة الحرارة.
وفي القرى الساحلية الجديدة في مصر، تقوم بعض الشركات عند تأسيس الشاليهات والفيلل بشق هذه الترع والقنوات المائية مع إضاءتها وتزيينها وتجميلها.. لإضفاء جو خيالي وساحر على المكان.
وفي
هولندا مازالت القنوات المائية الصغيرة تعمل بلنشات صغيرة لتوصيل السياح بين القري المختلفة والأحياء المتنوعة.. وهنا ملحوظة مهمة، أن هناك قنوات مائية كثيرة عرضها أقل بكثير من عرض القنوات المائية في الريف المصري.. كما أن أطوال هذه القنوات لا تضاهي أطوال القنوات المائية المصرية.
فعندنا مثلا
ترعة الإبراهيمية ، يبلغ طولها 267 كم.. وتعتبر واحدة من أعظم منشآت الري في العالم قاطبة بل تكاد تكون الأعظم، وحينما أنشئت في عهد الخديوإسماعيل، زارها مهندسون غربيون وقال أحدهم عنها: إنه يجب زيارة
ترعة الإبراهيمية وقناطرها المصممة بعناية، وأن يأتي السياح لها كما يأتون لمشاهدة الآثار المصرية القديمة.
شق الترع نهض بشكل كبير في عهد محمد علي وأولاده من بعده.. فقد أنشأ محمد علي وحده 37 ترعة و44 قنطرة و14 جسرًا لحماية النيل.. والترع - كان ومازال - لها دور كبير ومفهوم منذ عهد الفراعنة، حتى اليوم إلا أن وصول البعض منها للحالة التي نراها الآن، من تحويلها لمستودعات قمامة ومدفن للحيوانات النافقة.. هنا كان على الدولة اتخاذ إجراءات بتغطية البعض وردم البعض وتبطين البعض الآخر.
وإذا كانت
ترعة المريوطية محظوظة بالتطوير والتحسين وتوفير ممشى للأهالي المجاورين لها.. جعل من وضعها الحالى يسمح بصورة جميلة كما فعل الفنان هنيدي، فإن هناك ترعًا أخرى كثيرة تستحق أن نعاملها بالمثل وأن تكون مزارًا ومتنفسًا للسكان المجاورين مع وضع أسوار على الجانبين لتأمين وحماية الأطفال.. وفي الأخير سنحصل على الفيو الجميل والمنظر اللائق الحسن.
تويتر: @Tantawipress