منذ أن انتهى التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 والتي أٌجريت في الثالث من نوفمبر الجاري، وفصول الأزمة السياسية الأمريكية تتوالى، و الانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي يزداد ويتفاقم.
وكانت آخر مظاهره ما شهدناه في شوارع واشنطن أمس الأول (السبت) من أنصار ومؤيدين لترامب يهتفون باسمه رغم خسارته الانتخابات أمام مٌنافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير، والذي عزز انتصاره وفوزه في الانتخابات بفوزه بولاية جورجيا يوم الجمعة الماضي؛ ليرفع عدد الأصوات التي حصل عليها من المٌجمع الانتخابي إلى 306 أصوات؛ لأن ولاية جورجيا لها 16 صوتًا.. مٌقابل 232 صوتًا ل دونالد ترامب الذي يٌصر على أن الانتخابات مٌزورة رغم إقراره بفوز مٌنافسه جو بايدن القاطن الجديد للبيت الأبيض الذي ستٌهب عليه هذه الأيام رياح التغيير رغم حدة الأزمة والانقسام الحاصل بسبب ترامب وأنصاره وهٌم في الحقيقة كٌثر، وبسبب تصريحات ترامب المٌثيرة للجدل والاستياء والانقسام أيضًا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر في كلمته التي ألقاها يوم الخميس 5 نوفمبر وفي أعقاب انتهاء التصويت بــ 48 ساعة اتهم ترامب الديمقراطيين بسرقة الانتخابات وتزويرها، وذلك دون تقديم أدلة ومجرد كلام مٌرسل قال: إذا فرزتم الأصوات القانونية.. سأفوز بسهولة، وإذا حسبتم الأصوات غير القانونية فيمكنهم سرقة الانتخابات منا..
وقال أيضًا: كنا قد حققنا الفوز في جميع المواقع الرئيسية ثم بدأت أعدادنا تتضاءل بأعجوبة في الخفاء ولم يسمحوا للمراقبين التابعين لنا بالدخول ومتابعة الفرز .. وطبعا ترامب اتهم مجددًا التصويت بالبريد ، وقال إن التصويت بالبريد كارثة.. ولكن الكارثة الحقيقية هي ما تتسبب فيه هذه التصريحات والاتهامات المٌرسلة التي يٌطلقها ترامب.
وفي المقابل شدد بايدن على أنه لابد من فرز كل صوت من أصوات الناخبين، وأن الديمقراطية الأمريكية أفرزت نظام حكم عبر ما يزيد عن 240 عاما كان موضع حسد العالم"، وطالب أنصاره بالصبر، خاصة وأن أعداد المصوتين بالبريد كانت كبيرة بشكل غير مسبوق هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا..
والحقيقة أنه وبسبب ما حدث في هذه الانتخابات وما فعله ويفعله ترامب وأنصاره لم يٌعد هناك أحد يحسد أمريكا ولا ديمقراطيتها.
وتعيد هذه التطورات إلى الواجهة الحديث عن سلبيات النظام الانتخابي الأمريكي، وجوانب القصور فيه. وقد سبق أن حذّر الرئيس السابق باراك أوباما من أن النظام الانتخابي الأمريكي بالغ التعقيد، وأنه "لم يعد يعمل بشكل صحيح، ويجب إصلاحه".. وللحديث بقية