علاقات مصر والعراق تشهد حاليا محاولات جادة لاستعادة عصرها الذهبى عبر دفع العلاقات الاقتصادية لمستويات غير مسبوقة، لتعكس حالة الدفء التى تسود العلاقات السياسية بين البلدين الذين يرغبان ومعهما الأردن فى جعل علاقات الدول الثلاث نموذجا للتعاون العربي. وحتى تتحقق تلك الآمال، فان هناك فرصا للتعاون ينبغى الإسراع فى تنفيذها، وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائى الذى يحل مشكلات هيكلية يعانيها العراق بسبب عدم انتظام التيار الكهربائى لديه وبالتالى التأثير سلبيا على جميع مناحى حياة مواطنيه. أيضا هناك فرص ضخمة للعمالة المصرية بالعراق الذى يحتاج للعمالة الماهرة وفى جميع المجالات وهى الفرصة التى أكدها الجانب العراقى خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التى عقدت مطلع الشهر الحالى ببغداد برئاسة رئيسى وزراء البلدين، والمنتظر أن تستكمل بالقاهرة نهاية الشهر.
ولا شك أن القطاع التصديرى لديه فرص عديدة بالسوق العراقية المتعطشة لمنتجاتنا التى تحظى بثقة المستهلك العراقى الذى تركناه لمنتجات دول غير صديقة مثل تركيا التى تحتل جزءا من أراضيه.
وهناك أيضا تحديات لعل أبرزها عدم تعامل البنوك المصرية بالدينار العراقي، وهى مشكلة يجب حلها سريعا إذا أردنا إعادة العلاقات التجارية لسابق عهدها، إلى جانب مستحقات الشركات المصرية لدى العراق، والتى مضى عليها عقود، وتقدر بعدة مليارات من الدولارات وعلى الرغم من توقيع اتفاق لسداد تلك المديونية، فان الملف ما زال عالقا ونأمل فى تسويته قريبا لتشجيع القطاع الخاص بالبلدين للمشاركة بقوة فى خطط العراق لإعادة الأعمار.
نقلا عن صحيفة الأهرام