لا تسلم على طول الخط بقول أن الروبوت والتكنولوجيا أفضل من أداء الإنسان، وأن دورك في مجالات الحياة بدأ يتلاشى، وقد كشف تقرير للإذاعة البريطانية الـ BBC أن هذه الأجهزة ترتكب أخطاء عديدة، وبرغم ذلك لا يمكننا الاستغناء عنها، بسبب تفوقها في قيادة السيارات وتمييز الأصوات وترجمة النصوص المكتوبة.
وبين السطور يقر تقرير الإذاعة البريطانية أن الروبوت غبي، وهو ما ذكره نصًا في قوله أن الروبوت لا يمكنه تفسير ما يتخذه من قرارات، لعدم قدرته على الفهم والتحليل الذي يتميز به الإنسان، غير أننا لن نستطيع إدراك ما يدور داخل الروبوت خلال الفترة ما بين تلقيه البيانات وإصداره للأوامر.
ويتعجب الأطباء في جامعة بيتسبرج حسب التقرير من خطأ الحاسوب في تقريره الطبي، ويقول فيه إن الربو أمر جيد بالنسبة للمريض إذا كان لديه إلتهاب رئوي، ومن المعروف أن الربو يشكل خطرًا أثناء إصابة الشخص بـالالتهاب الرئوي.
ولذا فرض الاتحاد الأوروبي منذ وقت قريب تشريعات جديدة تمنح القائمين على أجهزة الذكاء الاصطناعي الحق في الحصول على تفسير للأسباب التي وراء قراراته ونتائجه.
والأضرار التي تصيب الإنسان من التكنولوجيا تتمثل في الخمول وحب التواكل على الآخرين وتدهور في نسب الإدراك والذكاء، بالإضافة إلي ترهل في العضلات والإصابة بالسمنة وغيرها من الأمراض النفسية، ويشعر بها كل شخص اعتاد عليها.
وملاحظة هامة يغفل عنها الكثير وتوضح عيبًا خطيرًا للتكنولوجيا، وكشفت عنها مناظرة بين عدد من المختصين في جامعة كامبريدج ببريطانيا، وتبين أن الذكاء الاصطناعي عاجز تمامًا عن اتخاذ قرارات أخلاقية، أو بمعني آخر فاشل في الالتزام بـالمعايير الأخلاقية أثناء تنفيذ المهام المنوط به.
وحذرت المناظرة من التوسع في استخدام الروبوتات في جميع مجالات الحياة، لما ينتج عنها من تركيز للثروة والسلطة في يد فئة محددة داخل المجتمعات، وهذا يتبعه إضرار بالفئات الدنيا من المجتمع تتمثل في التخلف والفقر، خلافًا على إنتاج أسلحة أكثر فتكًا، يستغلها عتاة الإجرام والإرهابيون وجيوش الأعداء في نشر الذعر والقتل.
وهذا لا يجعلنا نفرط في تضخيم سلبيات التكنولوجيا، وأن ننسى إيجابياتها، فقد استطاعت إنقاذ البشرية من العديد من المخاطر والكوارث أو الحد منها مثل حرائق الغابات والزلازل، ووفرت للإنسان الوقت والجهد في تنفيذ الأعمال الشاقة.
ونجحت الروبوتات نجاحًا باهرًا في عدة وظائف من أهمها وظيفة المقاتل في الحروب، ويفصح الخبراء أن الروبوت يستطيع القيام بمهام ربع قوات الجيش الأمريكي بحلول عام 2030، وتفوقه ثانيًا على الفلاح في حرث الأرض وتقليمها وجمع المحاصيل.
ولكن على الإنسان ألا يستسلم لغيرته من الروبوت ومنافسته له، ويسعى جاهدًا لإثبات أن الإنسان دائمًا هو الأفضل، وأعترف علماء التكنولوجيا بأن ذكاء الروبوت لا يمكن مساواته بالذكاء العام للإنسان.
Email: [email protected]