لا ينتظر كثير من الناخبين الأمريكيين اليوم المحدد للانتخابات الرئاسية، وهو 3 نوفمبر المقبل. معظم هؤلاء الناخبين حسموا موقفهم، وحددوا المرشح الذى يفضلونه، قبل أن تدخل الحملة الانتخابية مرحلتها الساخنة الراهنة التي بدأت مطلع الشهر الماضي.
ويحرص بعضهم على الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخاب الرسمي، سواء عن طريق التوجه إلى مراكز اقتراع تفتح أبوابها مبكرًا فى بعض الولايات، أو بواسطة البريد.
وقد لوحظ ازدياد أعداد الناخبين الذين يتوجهون إلى مراكز الاقتراع المبكر، خاصًة مؤيدى المرشح الديمقراطي جو بايدن، خشية أن يتذرع الرئيس مرشح الحزب الجمهوري لولاية ثانية دونالد ترامب بحدوث تزوير فى بطاقات اقتراع مُرسلة بواسطة البريد لرفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات إذا خسرها.
وبعيدًا عن استطلاعات الرأى العام ومدى دقتها، يبدو أن المعركة الكبرى تتركز الآن فى عدد محدود من الولايات التى تزداد فيها أعداد الناخبين المتأرجحين، الذين لا يحسمون اختيارهم إلا عشية يوم الاقتراع الرسمي. معظم الولايات تبدو نتيجة الاقتراع فيها محسومة لهذا المرشح أو ذاك. فقد صوتت الأغلبية فى نحو 40 ولاية لمرشح أحد الحزبين الرئيسيين بشكل منتظم منذ عام 2000.
ومن أهم الولايات المتأرجحة بنسلفانيا، وميتشجان، وفلوريدا، وويسكونسن، ونورث كارولينا، وربما أيضًا أوهايو وأيوا. مجموع مندوبى هذه الولايات السبع فى المجمع الانتخابى يبلغ 114. ويُعد هذا العدد كبيرًا من حيث أثره فى عملية الانتخاب النهائي، التى تُجرى فى المجمع الانتخابي، على أساس أن الفائز فى أى ولاية يحصل على أصوات جميع مندوبيها فى هذا المجمع.
ولذلك، يمكن أن يصبح المرشح الذى حصل على عدد أقل من الأصوات فى الاقتراع العام رئيسًا، لأنه فاز فى ولايات يكون عدد أصوات بعضها فى المجمع كبيرًا.
وهذا ما حدث فى انتخابات 2016، إذ أصبح ترامب رئيسًا بفضل المجمع الانتخابى برغم أن منافسته حينئذ هيلارى كلينتون تفوقت عليه فى الاقتراع العام.
ولذلك سيزداد الصراع على الولايات المتأرجحة حتى 3 نوفمبر، خاصة التي لديها عدد أكبر من المندوبين فى المجمع الانتخابي، مثل فلوريدا (29 مندوبًا)، وبنسلفانيا (20)، وميتشجان (16).
* نقلًا عن صحيفة الأهرام