Close ad
24-10-2020 | 03:03

صادف يوم الأربعاء الماضى ذكرى إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 والذى أضحى عن جدارة عيدا للبحرية المصرية.

إن هذا اليوم يحمل بالنسبة لى - وأعتقد أن ذلك يصدق على جيلى كله - ذكرى شديدة الخصوصية، فضلا عن أن معايشة الحدث نفسه يوم وقوعه لها آثارها العميقة التي يستحيل محوها.

لماذا أقول ذلك...؟ لأن إغراق إيلات تم فى وقت كانت فيه هزيمة 1967 قد طبعت تأثيراتها العميقة علينا، واعترف جمال عبد الناصر بمسئوليته عما حدث، وبدأت جهود جبارة لإعادة بناء القوات المسلحة متزامنة مع محاسبة المسئولين عنها. فى هذا الجو الذى اختلط فيه الشعور المؤلم بالهزيمة، مع التعاطف الشعبى الجارف مع جمال عبد الناصر وجهوده الجبارة «لإزالة آثار العدوان»، وبعد أربعة شهور ونصف من الهزيمة القاسية، فى مساء 21 أكتوبر 1967 دخلت المدمرة الإسرائيلية إيلات تعربد فى المياه الإقليمية المصرية. ورصدت القوات البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية إيلات (طولها 111 مترا وعرضها 11 مترا محملة بعشرة مدافع و8 أنابيب طوربيد وعلى متنها طاقمها المكون من 186 ضابط وجندى).

ولأن قرار التعامل معها كان خطيرًا وحساسًا تم رفع الأمر إلى جمال عبدالناصر فورًا فى ظهر ذلك اليوم، وبالفعل وفى التاسعة والنصف مساء أطلق لنش الصواريخ المصرى طراز كومار صاروخه الأول الذى أصاب بدقة فائقة المدمرة إيلات، وبعدها بثلاث دقائق أطلق صاروخه الثانى عليها مما أحال المدمرة إلى كتلة من النيران قبل أن تتهاوى إلى قاع البحر.

إن الحديث عن إغراق إيلات له مذاقه الخاص جدا لدى أبناء جيلى، ليس فقط لأنه تم بعد أربعة شهور ونصف فقط من هزيمة يونيو، وفى ظل أجواء الغطرسة والغرور الإسرائيلى بالنصر، وإنما أيضا لأنه حمل شحنة من الثقة المستحقة بالنفس، والتى أيقنا فى حينها أن ما حدث لجيشنا كان مجرد نكسة عارضة، وليس هزيمة، وهو ما أثبتته حرب أكتوبر بعد ذلك بست سنوات.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..