فى مثل هذه الأوقات فى موسم الخريف من كل عام، والتي تكثر فيها تقلبات الطقس، وقبل شيوع الأدوية في النجوع والقري بصعيد مصر، كانت ثمار شجرة الهجليج، والتي يطلق عليها في المراجع العلمية الأجنبية تمر الصحراء، هي العلاج الوحيد من السعال "الكحة"، في أمراض الخريف، حيث يقوم الشخص المصاب بغلي ثمار الشجرة عدة مرات يوميا كى يتخلص من أوجاعه.
موضوعات مقترحة
نبتت الشجرة المعمرة وظللت مكان مقام وضريح الولي الصالح الشيخ على الطوابي بقرية أبومناع بحري بمركز دشنا شمالي قنا في وقت غير معلوم للأجيال الحالية، واتخذت اسم "الولي" على الألسنة، حيث صارت شجرة الطوابي بديلا عن اسمها العلمي الدارج الهجليج، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن تظلل الشجرة الذين يحطون رحالهم في المقام للولي، وهم يسمعون حلقات المديح والإنشاد في أوقات المولد النبوي من كل عام أيضاً.
يقول عبده النقيب لــ"بوابة الأهرام"، إنه تم جلب ثمار الشجرة من قديم الزمن من قبل أجداده الذين كانوا يسافرون للسودان ، حيث وضعوا ثمار الشجرة في ساحة ومقام الشيخ علي الطوابي، فأنبتت شجرة بجذوع قوية، والتي كانت هي العلاج الوحيد للسعال والكحة قديما، مؤكداً أن الشجرة عمرها قديم جدا ولها أكثر من 100 عام، وقد تتعدى عمر الـ150عاما.
تعتبر شجرة الهجليج شجرة مرنة تتلاءم مع الظروف المناخية المختلفة، كما أن لها مجموع جذرى عميق يغوص إلى داخل التربة، وقد حافظ الأهالي علي الشجرة وجذعها بالقرب من المسجد والمقام بساحة الشيخ الطوابي، وللشجرة لحاء قوى يحميها من الجفاف، كما أنها من الأشجار التي لاتستطيع الأفاعي السكن فيها بسبب وجود الشوك ،خلاف اللبلاب لذا من السهولة جني ثمارها والجلوس تحت ظلالها الوفيرة بأمان.
ويوضح الدكتور محمود فيكتور باحث ماجستير بجامعة جنوب الوادي لــ"بوابة الأهرام "، أن شجرة الهجليج من الأشجار المعمرة، وتـنتج حوالى 125 كجم من الثمار الناضجة، والتى تشبه البلح فقد يطلق عليها أحيانا بلح السكر، وهى ذات أشكال مختلفة ، وتنتشر الشجرة فى معظم أنحاء إفريقيا، من موريتانيا عبر نيجيريا إلى الساحل الغربى، وتوجد فى مصر، وفلسطين، والسعودية، والجزائر، وغيرها من البلدان العربية، وتنمو الشجرة فى المناطق ذات الأمطار التى تتراوح بين 200-800ملم.، كما تنمو فى أنواع عديدة من التربة الرملية والطينية بأنواعها الثقيلة والمتشققة، وكذلك توجد فى التربة الجبلية الصخرية، ولها تواجد واسع بالسودان، كما تنتشر في جبل علبة بمصر، والواحات والصحاري، لذا أطلق عليها الباحثون الأجانب تمر الصحراء.
وفي السياق ذاته يؤكد ممدوح عبدالمنعم لــ"بوابة الأهرام "، أن شجرة الشيخ الطوابي، لها ذكريات عزيزة مع كافة أبناء البلدة لذا ينظرون لها بأنها جزء من تاريخهم، ويتم تقديم ثمارها لمن يطلبها حتي الآن ،حيث مازال في الطب الشعبي في القرية ،يستخدمها كعلاج للسعال والسكر، خاصة أن المصاب يقوم بتقشير التمر وقت نضجه، فيقوم بالتهامه للتخفيف من آلام الحلق، أو غليه على مياه دافئة وهي صارت عادة شعبية للأهالي، بعد شيوع الأدوية الحديثة.
ويوضح الدكتور محمود فيكتور، أن النواة في ثمرة الهجليج تحتوي على زيت تصل نسبته إلى أكثر من 50%، وكذلك كمية عالية من البروتين والأحماض، كما أن شجرة الهجليج نبات ذو فوائد متعددة، وقد لعبت دوراً كبيراً، قديماً وحديثاً في العلاج والطب الشعبي، منها علاج عسر الهضم والسعال، وكذلك في صناعة الصابون، وبعض صناعات مستحضرات التجميل، أما جذوعه القوية فتستخدم في صناعة الأثاث.
وأضاف محمود فيكتور، أن في وقتنا الحاضر يستخدم الهجليج في الصناعات الدوائية بمختلف أنواعها ، سواء في الطب البشري، أو الحيواني، حيث تعتبر مادة سامة للأسماك، والعائل الوسيط لديدان البلهارسيا، وذلك بإضافته لمصادر المياه من أنهار وآبار وغيرها، كما أنه يصنع من البذرة غذاء متكامل عبارة عن حساء ورغيف يحتوي على كمية عالية من البروتين، ويستخلص من البذور زيت طعام، وفي علاج الروماتزم، الصفراء عند الإبل، كما أنه يستخدم في الإنفلونزا والصداع، وتستعمل القشرة الخارجية للثمرة في علاج الحمي في الطب الشعبي في السودان.
ثمار شجرة الهجليج ثمار شجرة الهجليج ثمار شجرة الهجليج ثمار شجرة الهجليج ثمار شجرة الهجليج حكاية شجرة الهجليج بقنا