Close ad

اقترابه من الأرض يشكل خطورة.. "ناسا" تجمع عينة من سطح الكويكب "بينو"

21-10-2020 | 11:19
اقترابه من الأرض يشكل خطورة ناسا تجمع عينة من سطح الكويكب بينووكالة ناسا
الألمانية

وضعت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) نصب عينيها الكويكب "بينو" لأنه قد يقترب يوما ما من الأرض على نحو ينذر بالخطر. وقررت أن تقوم المركبة الفضائية التي تحمل اسم "أوزيريس ركس" بجمع عينات من هذا الجرم الفضائي، والعودة بها إلى الأرض لإخضاعها للمزيد من الأبحاث.

موضوعات مقترحة

وبالفعل أعلنت ناسا أمس الثلاثاء في تغريدة على تويتر أن المركبة أوزيريس-ريكس قامت بملامسة لفترة قصيرة للكويكب لجمع العينة قبل أن تطلق محركات الدفع الخاصة بها للعودة بنجاح من على سطح الكويكب.

ونشرت ناسا مقطع فيديو قصيرا لمركز القيادة يظهر فرحة العاملين في الوكالة مع الإعلان عن "إتمام جمع العينة".

وكانت المركبة قد غردت في العاشر من سبتمبر الماضي، على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلة: "بالحديث عن المهام الشاقة، سوف أنطلق وسط مساحة لا تزيد في عرضها على حجم ثلاثة أماكن انتظار سيارات متجاورة، وبين كتل من الأحجار بحجم بنايات".

ويذكر أن "أوزيريس ركس" التي يمثل اسمها اختصارا لعبارة "مستكشف الأصول الطيفية ومحدد الحماية المعزز ومفسر الموارد"، هي أول مهمة تقوم بها ناسا بغرض جمع عينات من أحد الكويكبات والعودة بها مرة أخرى إلى الأرض.

ومن الممكن أن يقترب الكويكب "بينو"، وهو كتلة سوداء من الحطام الصخري يصل عرضها إلى قرابة 500 متر، من كوكب الأرض خلال نحو 150 عاما. ورغم أن فرص اصطدامه بالأرض ضئيلة، فإن ناسا لا تريد أن تترك هذا الأمر للصدفة، بل تدرس هذه المسألة بالتفصيل.

وتأمل ناسا أن تكشف هذه المهمة، التي تبلغ تكلفتها مليار دولار، النقاب عن أصل النظام الشمسي، حيث إن الكويكبات ليست سوى بقايا لتلك الحقبة التي يرجع تاريخها إلى 5ر4 مليار عام مضت.

وفي حين أن هذه هي أول مهمة لناسا لجمع عينات من سطح أحد الكوكيبات، إلا أن وكالة الفضاء اليابانية أطلقت بالفعل في عام 2005 مركبة فضائية تحمل اسم "هايابوسا"، وعادت هذه المركبة بنجاح في عام 2010، وهي تحمل في جعبتها العينات المطلوبة. غير أن المهمات الفضائية التي أطلقتها وكالات فضاء أخرى منذ ذلك الحين لم تكلل بالنجاح.

وانطلقت المركبة أوزيريس ركس التي يبلغ طولها ستة أمتار وتزن نحو 2100 كيلوجرام من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية في سبتمبر 2016، واستغرقت عامين للوصول إلى مسافة عشرين كيلومترا من سطح الكويكب على بعد 290 مليون كيلو متر من الأرض.

واستطاعت أوزيريس ركس التقاط صورة للكويكب من على بعد في عام 2018، وتظهر فيها بؤرة صغير من الضوء. ويقول قائد المهمة دانتي لوريتا من ناسا: "ليس بوسعي تفسير مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لفريقي".

وتم تجهيز هذا المسبار الفضائي، الذي صنعته شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة لصناعات الطيران خصيصا لهذه المهمة، بأجهزة علمية وكاميرات خاصة، نظرا لأن الإشارات والأوامر تقطع المسافة من الأرض إلى المركبة أوزيريس ركس في 16 دقيقة.

ومنذ الوصول إلى سطح الكويكب، عكفت المركبة على أعمال الاستكشاف من أجل الوصول إلى موقع مثالي لجمع العينات المطلوبة. وحددت ناسا مكان فوهة بركان واعدة في النصف الشمالي من الكويكب بانو، وأطلقوا عليها اسم "العندليب".

ويقول لوريتا: "لقد أظهرت الأبحاث وجود فرص رائعة لتوسيع معلوماتنا بشأن سلوكيات الكويكبات النشطة".

واكتشف فريق ناسا على سبيل المثال أن الكويكب بينو يقذف العديد من الجزيئات الصخرية التي يبلغ حجمها عدة ملليمترات في الغلاف الجوي الخاص به يوميا، وتتحرك معظم هذه الجزيئات ببطء، وتعود مرة أخرى إلى سطح الكويكب بفعل عوامل الجاذبية، وهي على الأرجح لا تشكل أي مشكلة بالنسبة للمركبة أوزيريس ركس، ولكنها تستوجب إجراء المزيد من الأبحاث، حسبما ترى وكالة ناسا.

وتم إجراء تجربتين ناجحتين حتى الآن لمحاولة جمع صخور من سطح الكويكب بينو، والعودة بها إلى الأرض، وهو الهدف النهائي لهذه المهمة الفضائية.

وبمجرد استكمال المناورة الفضائية التي تقوم بها أوزيريس ركس، سوف تبدأ عملية الانتظار، حيث ستظل زهاء ثلاث سنوات قبل أن تبدأ رحلتها عائدة إلى الأرض. وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، فإنها سوف تصل إلى الأرض، وبجعبتها تذكار من الكويكب بينو.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: