Close ad
15-10-2020 | 15:36

مع بداية العام الدراسى الجديد، كان ضروريًا إيجاد صيغة لاستئناف الدراسة بصورة أفضل مما اضطرت إليه معظم دول العالم فى النصف الثانى من العام السابق. فقد بقى أكثر من مليار طالب فى أنحاء العالم خارج مدارسهم، التى أُغلقت ضمن الإجراءات الاحترازية التى كان ضروريا اتخاذها أملا فى الحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا.

ومؤدى هذه الصيغة الجمع بين الدراسة الحضورية فى الفصول المدرسية، والتعليم الافتراضى أو عن بُعد باستخدام شبكة الانترنت. وأخذت معظم الدول بهذه الصيغة، مع اختلاف تفاصيلها من بلد إلى آخر، سعيا إلى تحقيق توازن صعب بين المقومات الأساسية للعملية التعليمية، وضرورات المحافظة على الصحة العامة.

وليس سهلا تحقيق هذا التوازن لأن المتطلبات الأساسية للتعليم توجب دراسة حضورية ينتظم خلالها الطلاب فى فصولهم. فالتعليم فى المدارس أكثر اكتمالا، وأوفر فائدة، ليس فى عملية تحصيل الدروس فقط، ولكن لأن التفاعل بين التلاميذ ومدرسيهم يساعد فى تحسين هذه العملية. كما أن التفاعل بين الطلاب بعضهم البعض يفيد فى بناء علاقات اجتماعية واكتساب مهارات حياتية. وربما تكون مناقشة بين الطالب والمعلم، وتفاعل بقية الطلاب معها، بمثابة شرارة تُشعل وهج فكرة جديدة فى المدارس التى توجد فيها نظم تعليم متقدمة تتيح مجالات للحوار. كما أن التفاعل فى المدارس يخلق زحفا ذهنيا يتعذر تعويضه فى التعليم عن بُعد.

ورغم أن أفضلية الدراسة الحضورية واضحة على هذا النحو، فليس ثمة مفر من الجمع بينها وبين التعليم عن بُعد، إلى أن يزول خطر كورونا. ويفرض الاضطرار إلى هذا الجمع السعى لتحسين عملية التحصيل فى الدراسة عن بُعد، ومراعاة محاذير مهمة يتعين الانتباه إليها. ومن أهمها ما يترتب على قلة التفاعل بين الطلاب، وشعور بعضهم أو كثير منهم بافتقاد زملاء صاروا أصدقاء لهم، بسبب اختلاف الأيام التى يذهب فيها كل طالب إلى المدرسة.

ومن هذه المحاذير أيضا ما ينتج عن قلة النشاط البدنى الذى يبذله الطلاب بسبب عدم ذهابهم إلى المدارس كل يوم، واحتمال انعكاس ذلك على أوضاعهم الصحية، وحالاتهم المعنوية.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة