Close ad
12-10-2020 | 15:15

تكتفى بعض المواقع الإخبارية بجوانب الإثارة والطرائف فى بعض حوادث المتحرشين بالنساء، حتى إنها اختارت تسمية (العناتيل) على مقترفى هذه الجرائم، من باب الفكاهة فى سياق لا يحتمل إلا الجدية. وأما معاناة الضحايا ومشاكلهن الناجمة عن هذه الجرائم، فلا تعالجها هذه المواقع إلا عرضا، فى سياق التسابق فيما بينها على نشر الفضائح التى تتوقع أن يقبل عليها القراء! فتضيع فى عملية تسلية القراء أهم النقاط التى تستحق أن تُولَى اهتماما حقيقيا. خذ عندك استخدام التليفون فى بعض حالات التحرش فى السعى للإيقاع بالسيدة المرصودة، ويحس المتحرش بالأمان لأن أجهزة الدولة لا تسارع فى مواجهة هذا النوع من الانتهاك، وإذا كانت الإجراءات الرسمية تجيز للمواطنين اللجوء لهذه الأجهزة، فإن المعلومة غير رائجة، كما أن اللجوء لها يُعرِّض الشاكية لفضيحة، فى حين أن ما يقلقها هو علاج الموضوع فى صمت.

وبالتالى، تُحسّ السيدة المُعرَّضة لهذا العدوان بأنها بلا سند، كما حدث فى آخر القضايا التى هى الموضوع الأثير للنشر هذه الأيام. حيث يتضح من إحدى المكالمات، التى نشرتها بعض المواقع، أن المتحرش استطاع أن يتحصل على التليفون الشخصى لإحدى السيدات، دون أى معرفة بينهما، وأنه اتصل بها عدة مرات وألحَّ على مقابلتها، فى وقت تؤكد المكالمة أن السيدة فى غاية الاستياء من هذا العدوان ومن افتراض المتحرش أنها يمكن أن تستجيب له، وواضح من كلامها أنها عاجزة عن حماية نفسها، إلا بان تتوسل للمتحرش أن يكفّ عن الاتصال بها.

هذه السيدة، فى هذه الواقعة، خاصة فى إحساسها بالقهر وقلة الحيلة والخوف من الفضيحة، تعكس واحدا من أهم جوانب المشكلة، لأنها لا تعرف وسيلة سريعة فعالة تستنجد بها بأحد أجهزة الدولة، أو بإحدى المنظمات المتعددة التى تضم نشطاء فى مجالات حماية حقوق الإنسان، بما يحميها من العدوان ويجنبها الفضيحة.

لاحِظ أننا لم نتوصل حتى الآن إلى علاج لإساءة استخدام التليفون فى انتهاكات أقل، عن طريق المعلنين الذين يتحصلون على رقمك بطرق مريبة، ويهاجمونك بإعلاناتهم فى أى وقت!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة