التاريخ الأمريكي سجله حافل بملايين الضحايا، جيشها وترساناتها العسكرية هى التى ذهبت الى فيتنام والعراق وأفغانستان لتقتل الأبرياء، ثم تقف لتعطينا الدروس فى حقوق الإنسان، وتحدد من هو المعتدل الذى ينال الرضا والقبول، ومن هو الإرهابي الذي يجب أن تحل عليه اللعنة و العقاب.
أقول ذلك بمناسبة ما تمارسه الإدارة الأمريكية من ضغط على السلطات السودانية للتطبيع مع إسرائيل حتى يتم رفع اسمها من قوائم الإرهاب، منتهى الاستغلال للظروف الصعبة والأوضاع القاسية التي يعيشها القطر السوداني أرضًا وشعبًا، والسؤال الذى يفرض نفسه، لماذا يتم وضع السودان على قوائم الإرهاب من الأساس.
هل السودان يحتل أراضي الغير ويقتل الأبرياء؟ الذى يحتل ويصادر الأراضي هى إسرائيل، والذى يعتبر القرارات الدولية حبرًا على ورق هي إسرائيل، والذى يرفض إعطاء الفلسطينيين حقهم المشروع فى إقامة دولتهم على حدود 67 طبقًا للمبادرة العربية هى إسرائيل.
إذن من الذي يجب وضعه إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب ومن الذي يصنف من، بأن هذا إرهابى، وذاك من فصيل الاعتدال؟ السودان دولة إستراتيجية لمصر والتى تقف مع شعبها بكل قوة، فهى سند لنا وعبر أراضيها يتدفق شريان الحياة من خلال نهر النيل، لقد كنّا - فى فترة من الزمن ليست بالبعيدة - دولة واحدة تبدأ حدودها من ساحل البحر المتوسط وحتى الحدود الإثيوبية.
فاصل قصير:
الميزة التى تجمع بين الناجحين هي تحمل المسئولية، وتحمل السفهاء.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام