ما تقوم به الآن كلية دار العلوم بجامعة القاهرة بإطلاقها مشروعا وطنيا لاستعادة الوعي لدى شبابها، أمر يستحق التوقف عنده، فهو المشروع الذي ينطلق من الكلية التى تخرج فيها حسن البنا، وسيد قطب، وصنفها البعض بأنها كانت دائماً معقلاً لخريجين يحملون أفكاراً ظلامية، تأخذهم معها إلى طريق التطرف والإرهاب!.
رغم رفضنا التعميم، فإن تجارب سابقة تشير إلى صحة وجهة النظر هذه فى مراحل تاريخية سابقة، حتى إن طلاباً كانوا يفضلون الدراسة بالكلية التى تعد الأقدم في مصر بإنشائها عام 1872 على اعتبار أنها ستدعم مايحملون من أفكار ظلامية، تخرج فيها قادتهم وقدوتهم!.
نفس المفهوم أكده عميد الكلية الدكتور عبدالراضي عبدالمحسن الذي أشار إلى أن الهدف من المشروع الذي تزامن مع توجيهات القيادة السياسية بـبناء الإنسان هدفه تصحيح مفاهيم مغلوطة وقع بعض شباب الكلية فيها على مر سنوات مضت، وهو ما جعل الكثير منهم مادة خصبة لاستقطابهم من قِبل أعداء الدولة واستخدامهم كسلاح فى مواجهتها.
وجاء المشروع ليسعى لمجابهة هذا التطرف، ثم تنمية المواهب والكوادر البشرية. هذه التجربة التى تقودها كلية دار العلوم بقيامها بمشروع تضمن أنشطة، وورش عمل، ومحاضرات وتنمية مهارات الشباب من مختلف المحافظات هدفه تنمية الولاء والانتماء، وإطلاقها برامج أخرى مثل إعداد مائة قائد، وإعداد مائة إعلامي، وبرنامج التفكير النقدى، هى تجربة نحتاج إلى تعميمها فى باقى كليات مصر وجامعاتها، حتى يتحرك الجميع فى اتجاه واحد، لنضمن تحوله إلى مشروع وطنى حقيقى لطلبة الجامعات كلها، حتى تؤتى التجربة ثمارها، دون أن نبخس حق دار علوم التى استعادت وعيها بالفعل فى أنها صاحبة السبق!.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام