من حق الجماعات الإرهابية ودعاة الفكر المتطرف أن يكرهوا الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، كرهًا يفوق كراهية "الذئب" لضوء "النار"، فكما هو معروف أن ضوء النار يرعبه ويجعله يكاد يموت في جلده من شدة الخوف؛ مما يدفعه للهروب بعيدًا.
أقول من حقهم أن يكرهوها على هذا النحو المرعب؛ لأنها ارتكبت جريمة كبرى في حقهم؛ حيث قامت - ومع سبق الإصرار والترصد - باغتيالهم معنويًا، ليس هذا فحسب؛ بل إنها "جردتهم" من أسلحتهم التي كانوا يتباهون بها حينما نجحت في أن تبطل مفعول قنابلهم الموقوتة التي كانوا يستخدمونها بشكل دائم في زعزعة أمن واستقرار الدولة المصرية.
وأعني بتلك القنابل الموقوتة ضحاياهم من الشباب الأبرياء الذين يعيشون حياة بسيطة في الكثير من المجتمعات العشوائية والقرى الفقيرة والمناطق النائية، فقد كانوا يبثون سمومهم في عقول هؤلاء البسطاء، خاصة الشباب الذين لم تكن تصل إليهم من قبل أي روافد ثقافية حقيقية، فحتى حينما كانت تصل إليهم فإنها كانت تبدو هشة وضعيفة وخالية من الدسم؛ لأنها وللأسف الشديد كانت في أحيان كثيرة مجرد "سد خانة" ومن أجل "تستيف أوراق" يتم استخدامها في إعداد تقارير رسمية تتحدث عن أنشطة ثقافية وفنية وهمية لا وجود لها إلا على الورق فقط؛ مما كان يمنح دعاة الفكر المتطرف فرصة العمر فنجدهم يصولون ويجولون في هذه المناطق؛ من أجل سد هذا الفراغ، وبالطبع فإن المناخ العام يكون ملائمًا لهم للترويج للفكر المتطرف، والحض على العنف والإرهاب، وبالتالي نجدهم في أوقات كثيرة يتمكنون وبكل سهولة من تسديد ضربات موجعة ومفجعة.
وهنا في تقديري تكمن "الجريمة الكاملة" التي ارتكبتها الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة في حق جماعات الإرهاب والتطرف؛ حيث استطاعت وعن جدارة أن تذهب بكافة أشكال الثقافة والفنون إلى جميع ربوع مصر، وبالتالي فقد تسببت في "إرباك" مخططاتهم ومؤامراتهم الدنيئة؛ مما دفعهم لأن يناصبوها العداء بهذا الشكل القميء من خلال لجانهم الإلكترونية الخبيثة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين شتى الطرق لتشويه صورة أي عمل ثقافي جميل بإطلاق الشائعات وترويج والأكاذيب.
أعتقد أن الحرب الشرسة التي تخوضها الآن الدكتورة إيناس عبدالدايم في مواجهة الفكر المتطرف تتطلب من الإعلام "الوطني" وأصحاب الأقلام "الشريفة" الوقوف إلى جوارها ومساندتها ودعمها، وذلك بإلقاء الضوء على إنجازاتها الثقافية الكبرى والمهمة التي يتم تنفيذها على أرض الواقع يومًا بعد الآخر، وكان آخرها هذا النجاح منقطع النظير في التعامل بشكل احترافي مع أزمة كورونا، من خلال خلق وابتكار أفكار غير مسبوقة، فاستطاعت أن تجعل الثقافة تدخل بالفعل كل بيت مصري بمبادرتها الرائدة "خليك في البيت الثقافة بين إيديك" دون الحاجة إلى الخروج من المنازل طوال فترة الإجراءات الوقائية المتشددة التي شهدتها كافة قطاعات ومؤسسات الدولة أثناء ذروة انتشار كورونا.
تحية للدكتورة إيناس عبد الدايم، ولكتيبة المقاتلين من معاونيها "المخلصين" الذين كانوا ومازالوا يخوضون معها معركة الوعي والتصدي بكل جرأة لألاعيب قادة الفكر المتطرف وأئمة العنف والإرهاب.
[email protected]