يظن كثيرون أن سبب تسمية الإنفلونزا الأسبانية التى اكتسحت العالم عام 1918 وقتلت 50 مليونا أنها ظهرت فى إسبانيا، بينما الوباء ظهر إما فى الصين أو أمريكا وراح ينتشر فى أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918). ويكشف د. محمد أبو الغار فى كتابه الشيق الوباء الذى قتل 180 ألف مصرى (إصدار دار الشروق) عن أن الدول المتحاربة فرضت حظرا على أخبار الوباء بينما عرف العالم عنه من صحف إسبانيا التى كانت تقف على الحياد ولا تخضع لقرار الحظر فأطلق عليها العالم الإنفلونزا الإسبانية.
وفى خلال الأشهر الذى اجتاح الوباء مصر فها تم منع الجنازات وأغلقت معاهد التعليم الأزهرى نظرا لأنها كانت أزحم كثيرا من المدارس، كما تم فرض استخدام الكمامات إجباريا للعاملين فى المجال الطبي.
ويحكى د. ابوالغار ان فيروس الإنفلونزا لايبدأ من الإنسان إنما من الطيور البرية أو الحيوانات. أما الإنسان فلا ينقل العدوى إلى إنسان آخر. وبسبب تكرار ظهور الإنفلونزا فقد أصبحت الأشهر بينما حفل تاريخ العالم بعديد الأوبئة التى أشهرها الطاعون والجدرى والملاريا والحمى الصفراء والتيفوس والجذام والزهرى والإنفلونزا. وقد أدت هذه الأوبئة إلى وفاة الملايين فالطاعون ومصدره الفئران والبراغيت بلغ ضحاياه عام 541 ميلادية من 30 إلى 50 مليونا يمثلون تقريبا نصف سكان العالم فى ذلك الوقت. وفى مصر ظل الجدرى أحد الأمراض المتوطنة مما جعل محمد على يأمر بتطعيم جميع المصريين ضد الجدرى .
وسبب الأوبئة الفيروسات التى هى عبارة عن أجسام غريبة تهاجم الإنسان فيحاربها جسم الإنسان بإفراز أجسام مضادة. وينتج عن هذه الحرب ارتفاع فى درجة الحرارة وبعد أن ينتصر الجسم على الفيروس يكتسب مناعة مستقبلية ضد هذا الفيروس، ولكن فيروس الإنفلونزا يتحور بسرعة كبيرة ومن ثم لا تصلح المناعة المكتسبة مع الفيروس المتحور، ولهذا يتم تعديل اللقاح ضد الإنفلونزا سنويا ليناسب التحورات التى تحدث. كتاب يهم محبى التاريخ والإحصائيات والقضايا الصحية.
نقلا عن صحيفة الأهرام