Close ad
29-9-2020 | 08:32

ما أكثر الأغنيات والأشعار التي تغنت بالنيل ابتداء بالنهر الخالد لعبد الوهاب ومحمود حسن إسماعيل وانتهاء بأم كلثوم وبيرم في شمس الأصيل.. كلما مررت على النيل ورأيت شواطئ النيل تحاصرها ناطحات السحاب ونوادي النخبة تساءلت على من تقع مسئولية تشويه شواطئ النهر..

لقد اختفت القصور والفيلات وحلت مكانها كتل أسمنتية قبيحة وتم توزيع الشواطئ على المحظوظين من البشر، ولا يجد المواطن الغلبان مكانًا يشاهد منه مياه النهر..

في يوم من الأيام كان هناك اتجاه لدى المسئولين لإزالة التعديات على شواطئ النيل وإزالة مئات النوادي التي امتدت في أعماق النيل في عملية اقتحام غريبة .. وللأسف الشديد بقيت النوادي وكلها مخالفات واعتداء على شواطئ النيل رغم أنها من أبسط حقوق الشعب ..

إن الدولة أخيرًا تحاول مواجهة التعديات على أراضي الدولة بما في ذلك طرح النهر وهي مساحات من الأراضي لم تتوقف عندها النوادي ولكنها امتدت داخل مجرى النيل وحرمت الملايين من أن يستمتعوا بمشاهدة النهر الخالد ..

لا أدري هل تحصل الدولة على مقابل في تأجير هذه النوادي وهي تخص فئات قادرة من المجتمع الراقي ومنهم خلاصة المجتمع المصري؟!

في ظل ما نشاهده الآن من التعديات والمصالحات يجب أن تحصل الدولة على مستحقاتها أو تدخل في مصالحات مع المسئولين عن هذه النوادي، وإذا كانت هبات ومنح فيجب أن تسترد الدولة حق الشعب!!

اقتطاع شواطئ النيل لحساب النخبة شيء لا يليق؛ لأنه اعتداء على ممتلكات الشعب!!

في يوم من الأيام ارتفعت في سماء باريس - مدينة النور - ناطحة سحاب في قلب العاصمة وخرجت مواكب المثقفين في مظاهرة احتجاج أمام قصر الإليزيه وقدموا عريضة احتجاج إلى الرئيس ديستان مؤكدين أن باريس غير عواصم العالم الأخرى، ولا يجوز أن ترتفع فيها ناطحة سحاب قبيحة..

أنا لا أدري على من تقع مسئولية حماية شواطئ النيل على امتداد النهر؟! هل كل محافظة مسئولة عن حدودها أم أن المسئولية كاملة تقع على وزارة الري؟!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث