Close ad

حباه الله بنصف جمال الكون .. هذا هو يوسف الصديق | فيديو

12-11-2020 | 16:14
حباه الله بنصف جمال الكون  هذا هو يوسف الصديق | فيديواكتمال القمر - أرشيفية
غادة بهنسي

كان ولازال جماله وحسنه حديثًا بين الناس، ولكنه لم يكن جميل الوجه فحسب، بل كان يملك صفات أخرى تزيده حسنًا على حسنه، إنه نبي الله يوسف الصديق "عليه الصلاة والسلام".

من هو يوسف الصديق

هو ابن النبي يعقوب ابن النبي إسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي بالكريم بن الكريم بن الكريم، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة.

وقد جمع سيدنا يوسف بين جمال الأخلاق وجمال الملامح، فكان عليه السلام يلبس رداءً ملونًا يُعرف به، كما كان يمتلك جسمًا قوي البنية، متناسقًا مع وزنه، يتكلم بهدوءٍ، ويقال بأنّ النبي يوسف عليه السلام أخذ نصف جمال الدنيا.

صفات النبي يوسف

ذكر الله تعالى قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، وبيّن فيها العديد من صفاته التي تميز بها، ومنها:

العلم، فقد كان يوسف عليه السلام قائدًا ربانيًا أتاه الله العلم من لدنه، مصداقًا لقول الله تعالى: (وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ).

الصبر، وهو ما أدى به إلى التمكين، إذ لم يتمكن إلا بعد الابتلاء الشديد وصبره عليه، وقد امتُحن يوسف عليه السلام في الكثير من المواقف خلال حياته وصبر على ذلك، فكانت النتيجة تمكينه في الأرض، كما قال تعالى: (وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ).

العفة والبعد عن السوء والفحشاء، حيث ضرب يوسف عليه السلام أروع الأمثلة في العفة واجتناب الفاحشة، فعلى الرغم من كثرة المبررات للوقوع في الفاحشة، إلا أنه لم يقع فيها ولم يقترب من مقدماتها، فعندما راودته امرأة العزيز كان يوسف عليه السلام شابًا قويًا، أعزبًا لا زوجة له تكسر حدة شهوته، غريبًا بعيدًا عن أهله ووطنه، وكانت امرأة العزيز ذات منصب وجمال، وهي من طلبت منه، وأرادته، وكل ذلك في بيتها وتحت سلطانها، وقد صرحت ليوسف عليه السلام بذلك، فرفض رفضًا قاطعًا، مصداقًا لقول الله تعالى: (وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ).

الاعتراف بالفضل لأهله، حيث كان يوسف عليه السلام كلما وُفق بأمر ما، أو أصابته نعمة، أو رُزق بصفة ترفع من مكانته عزى الفضل لله تعالى، كما في قول الله تعالى على لسان يوسف: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).

العفو عند المقدرة، فعلى الرغم مما فعله إخوة يوسف عليه السلام معه، إلا أنه عفا عنهم عندما قدر عليهم، مصداقًا لقول الله تعالى على لسان يوسف: (قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ).

بر الوالدين، فقد كان يوسف عليه السلام من أبر الناس بوالديه، ومن صور برّه لهما أن أجلسهما على كرسي الحكم تعظيمًا لقدرهما، وتكريمًا لهما، مصداقًا لقول الله تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ).

الحسن والجمال، حيث أعطاه الله جمالًا لم يعطه لأحد من البشر، حيث فضله بشطر الحسن على كل بني آدم، ودل على ذلك ما ورد في حديث الإسراء والمعراج، حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثمَّ عَرَجَ بي إلى السَّماءِ الثَّالثةِ، فاستفتَح جِبْريلُ، فقيل: مَن أنتَ؟ قال: جِبْريلُ، قيل: ومَن معكَ؟ قال: مُحمَّدٌ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بُعِثَ إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بيُوسُفَ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، إذا هو قد أُعطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ).

هذا هو نبي الله يوسف جميل الوجه، عفيف النفس، شديد الإيمان ...


ما تيسر من سورة يوسف .. تلاوة الشيخ معاذ زغبي
كلمات البحث