Close ad

97 عاما على ميلاده.. تجليات الأستاذ محمد حسنين هيكل| صور

23-9-2020 | 14:35
 عاما على ميلاده تجليات الأستاذ محمد حسنين هيكل| صورالأستاذ محمد حسنين هيكل
أميرة دكروري

"إنني أمامكم هنا رجل طوف بالآفاق قريبا وبعيدا وتابع تجارب زمانه وعصره ورأى رأي العين خططا ومشروعات تظهر، وعوالم تتشكل، ووقائع مشهودة في الحرب والسياسة، وعهودا من الإمبراطورية والتحرر، والثورة والانقلاب، والتقدم والتراجع تحتدم على اتساع الوطن والإقليم والعالم."

موضوعات مقترحة

كانت تلك هي كلمات محمد حسنين هيكل، واحد من أهم رجال الصحافة والسياسة في مصر، في حفل تخرج شهادات البكالوريوس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2007، والتي تصف وتلخص مشوار الأستاذ الحافل الذي امتد لـ93 عامًا.
محمد حسنين هيكل مع عبدالناصر


ولد محمد حسنين هيكل عام 1923 فى 23 سبتمبر بقرية باسوس بمحافظة القليوبية، وبدأ الاشتغال فى الصحافة في عام 1943، بعد تخرجه في جامعة القاهرة، محررًا في صحيفة "إجيبشيان جازيت" التي كانت تصدر بالإنجليزية، وعمل في القسم الخارجي حيث شارك تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة.

ثم التحق في العام التالي بمجلة "روزاليوسف" الأسبوعية، وعمل من عام 1953 وحتى عام 1956 في مجلة "آخر ساعة"، وفي عام 1957 انتقل إلى صحيفة "الأخبار" اليومية. حتى انتقل لمؤسسة الأهرام ورأس تحريرها ثم مجلس الإدارة فيما بين 1959 و1974.
محمد حسنين هيكل مع عبدالناصر


وكان هيكل حريصًا على مقالته الأسبوعية التحليلية، وعنوانها "بصراحة"، المختصة بالتحليل السياسي لمختلف الأحداث السياسية في مصر والعالم، حيث قدم هيكل من خلالها خلاصة أفكاره وتحليلاته ورأيه وشهادته في سنوات حاسمة من التاريخ المصري والعربي.

وكان أول مقال في تلك السلسلة، يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان "السر الحقيقي في مشكلة عُمان"، وكان آخر مقال له في 1 فبراير 1974 بعنوان "الظلال.. والبريق".
محمد حسنين هيكل مع عبدالناصر


ولعقدين من الزمان، كان هذا العنوان (بصراحة) أشهر مساحة مخصصة لمقال صحفي، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، كان هيكل الشهير بالجورنالجي والصحفي الأول في العهد الناصري، يكتب مقاله الأسبوعي في الأهرام تحت هذا العنوان، ولم يكن مجرد مقال صحفي يتناول شأنًا سياسيًّا، عامًّا أو خاصًّا، محليًّا أو دوليًّا، بل كان يُقرأ كمؤشر دقيق ومعبر عن مجمل توجهات السلطة في مصر آنذاك، لم يكن مقال هيكل (بصراحة) يُقرأ فقط كتعبير عن وجهة نظر الكاتب في القضايا والموضوعات التي يعرض لها، ولكن أيضًا لأنه يعكس تفكير عبد الناصر وتوجهاته العامة وطنيًّا وقوميًّا.

اعتبر كثير من المحللين والمتخصصين في علوم تحليل الخطاب أن مقال هيكل الأسبوعي في جريدة الأهرام، لعب دورًا حاسمًا ومؤثرا في صياغة وعي الجماهير وسياسات الحكم، لم يتسن لأي مقال أسبوعي آخر.
محمد حسنين هيكل مع عبدالناصر


ولعب هيكل كذلك دورًا هامًا في تاريخ مؤسسة الأهرام، فنجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفا فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة. وأسس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية.

وقد وصفت جريدة النيويورك تايمز، محمد حسنين هيكل بعميد المحللين السياسيين العرب، حيث كان مشاركًا أساسيا في صنع القرار، وكان على مدى سنوات صديقا مقربا للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.
محمد حسنين هيكل فى أحد اللقاءات


وصدر الكتاب الأول لهيكل في عام 1951بعنوان، "إيران فوق البركان"، ويحكي فيه تفاصيل رحلة شهر كامل إلى إيران في حقبة مفصلية من تاريخها الحديث. وفي العام 1953، قام بتحرير كتاب "فلسفة الثورة" الذي ألفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن رؤيته وتوجهاته.

وقدم عام 1962 كتاب "ما الذي جرى في سوريا"، الذي تضمن شهادة هيكل على ثلاث سنوات من الوحدة بين مصر وسوريا في ظل "الجمهورية العربية المتحدة"، وانهيارها السريع، والتحول الدراماتيكي في سوريا. وفي كتابه "خبايا السويس" يقدم هيكل قراءته لأحداث تأميم قناة السويس والحرب الثلاثية التي شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في بدايات حكم جمال عبد الناصر.
لوحة نحاسية لمحمد حسنين هيكل ومبنى الأهرام


ولا يكتفي هيكل في هذا الكتاب بتقديم تحليله لأحداث السويس بعد عشر سنوات من وقوعها، وإنما زاوج فيه بين رؤيته للأحداث حيث يرى فيها "مؤامرة" على مصر الحديثة العهد بحكم جمال عبد الناصر، ودراسات لمؤرخين وكتاب بريطانيين أتيحت له فرص محاورتهم.

سنة 1968 صدر كتاب "قصة العلاقات المصرية الأمريكية" الذي تضمن رؤيته لمسار علاقات القاهرة بواشنطن خلال عقد حافل بالأحداث الملتهبة بين حربي السويس و1967.
جائزة محمد حسنين هيكل


وحاز كتاب هيكل الصادر بالإنجليزية عام 1971 بعنوان The cairo documents، على اهتمام غربي وعالمي واسع المدى حيث ترجم لـ21 لغة مختلفة.

وتوالت كتابات الأستاذ التي تعد شاهدا حيا وهاما على التاريخ في سنوات حاسمة من عمر العالم، حيث يعتبر محمد حسنين هيكل واحدا من أهم الشخصيات التي ربطت بين الخارج والداخل ولعب دورا محوريًا في هذا الشأن.
محمد حسنين هيكل فى مكتبه

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: