Close ad
23-9-2020 | 00:28

بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على أحداث 25 يناير 2011 علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا صريحا ومحددا.. ما الذى جنيناه من وراء ما جرى ولست هنا أقصد مصر وحدها، فالحمد لله أنها نجحت فى الخروج من المستنقع الفوضوى بقيام ثورة 30 يونيو التصحيحية عام 2013 والتى لم تعرف أى شكل من أشكال الفوضى فى أحداث 25 يناير وما بعدها، ولكننى أتحدث عن المنطقة بأسرها التى تعرضت لعواصف الفوضى وضربتها أعاصير الفتن والحروب الأهلية المدمرة!

النتيجة الوحيدة المؤكدة والظاهرة للعيان أن المنطقة أصبحت تعيش فى مناخ نفسى معبأ بكل أسباب الصراع والتمزق والانقسام ومعظم الأقطار العربية تعيش أجواء الحروب والصراعات المهلكة، بينما الأوفر حظا قلة من الدول العربية التى أفلتت من مصيدة الحروب والفوضى والصراعات لكنها تعيش رغم أنفها بالقرب من ظلالها!

توقفت عمليات التنمية والبناء فى معظم الأقطار العربية أو على الأقل هبطت معدلاتها لأن الجزء الأكبر من الموارد جرى توجيهه اضطراريا للإنفاق على الحروب أو الاستعداد لاحتمال نشوبها، فضلا عن ميزانيات الطوارئ التى استجدت تحت بند مكافحة الإرهاب والتطرف!

وكان من الطبيعى أن تتبعثر أوراق القضايا القومية ويقل الاهتمام بها تحت وطأة ما استجد من أخطار ذاتية تهدد كل قطر على حدة وتفرض إعادة ترتيب الأولويات في الأجندة السياسية لكل بلد فى ضوء اعتبارات المصالح الذاتية العليا ومسموحات السيادة الوطنية!

ولعل الذين هللوا لموجات الفوضى بعد أحداث 25 يناير 2011 خصوصا فى الساحة الفلسطينية هم أكثر الناس إدراكا الآن إلى أنهم كانوا مخطئين وفى تقديراتهم الانفعالية متسرعين بعد أن غاب عنهم أن الدولة الوطنية فى النظام العربى ــ رغم أية ملاحظات حولها ــ كانت هى الحافظ والحامى والأمين على الحد الأدنى من إبقاء مقومات الحياة للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية!

والحمد لله أن الأيام أثبتت للجميع أن إرادة شعبنا فى 30 يونيو وعظمة جيشنا على منصة 3 يوليو نجحت فى سرعة إخماد الحرائق وكبح جماح العواصف ولم يعد هناك شك فى أننا أكثر من يستطيع أن يفهم وأن يتدبر وأن يمد جسور النجاة فى زمن قياسى بحكم التجارب التاريخية المتراكمة!
وظنى أن هذا هو الدرس الذى مازال ماثلا فى أذهان المصريين كجرس إنذار يدق كلما بدت على السطح أية محاولات لإعادة نشر الفوضى فى البلاد!

خير الكلام:

<< يصنع الفوضى من يبحثون عن الزعامة وسط ركامها!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث