Close ad

في ذكرى موقعة التل الكبير.. قصة العثور على أوراق لم تنشر لأحمد عرابي| صور

13-9-2020 | 16:27
في ذكرى موقعة التل الكبير قصة العثور على أوراق لم تنشر لأحمد عرابي| صورذكرى موقعة التل الكبير
محمود الدسوقي

بعد الثورة العرابية وهزيمة العرابيين في موقعة التل الكبير  يوم 13 سبتمبر عام 1882، كتب الشاعر والمؤرخ محمد صبري، سلسلة من المقالات النادرة في عشرينيات القرن الماضي في الصحف المصرية، بعد عثوره على أوراق لم تنشر لمذكرات الزعيم الوطني أحمد عرابي، لتضيف مقالته المهمة والدقيقة زاوية جديدة في تاريخنا المصري جعلته يتوج بلقب مؤرخ الثورة العرابية.

موضوعات مقترحة

ومحمد صبري الذي تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات من مقالات نادرة له في ذكرى موقعة التل الكبير، ولد في مدينة المرج بالقليوبية سنة 1894م، وحفظ القرآن الكريم بالكتّاب وتعلم فيه القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى القاهرة ليتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة النحاسين، ثم التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وقد تسبب تشابه اسمه مع اسم الشاعر الكبير إسماعيل صبري أن تنشر صحيفة "الأهرام" قصيدة له عام 1911م  وتنسبها بالخطأ للشاعر الكبير إسماعيل صبري وهي القصيدة التي أشاد بها أمير الشعراء.

وقد ارتحل مؤرخ الثورة العرابية لفرنسا ليدرس في السوربون، وزامل الأديب طه حسين الذي أشاد به ويعرف محمد صبري بالسربوني، وقد مات قبيل نهايات سبعينيات القرن الماضي بعد أن أثرى المكتبة المصرية والعربية بالكثير من المؤلفات الجادة في التاريخ والشعر. 

كانت الثورة العرابية التي طالها التشويه من قبل الخديوية، مصرية خالصة وهي الثورة التي التف حولها الشعب المصري، حيث نادت بالعدالة والحرية وبث الروح القومية المصرية الخالصة، وإبعاد الجنس التركي المحتكر للمناصب، وإتاحة الفرصة للمصريين.


ويقول الشاعر محمد صبري في مقالته المنشورة عام 1923م بصحيفة السياسة، إنه استطاع الحصول على أوراق غير منشورة ومجهولة للزعيم الوطني أحمد عرابي، كما اطلع على أوراق مجهولة أيضًا للإمام محمد عبده وهو يستعرض وقائع الثورة العرابية.

وتنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات من مقالة محمد صبري مؤرخ الثورة العرابية لأهميتها، حيث يؤكد صبري في مقال بعنوان "الشعر.. العصر البارودي في كهولته.. الثورة العرابية" أن الأحرار المصريين في أواخر حكم الخديو إسماعيل وأوائل حكم توفيق كانوا يطلبون العدل والدستور،  مضيفًا أن أوراق عرابي غير المنشورة أكدت أنه في عام 1879م وعلى أثر الحادثة المالية التي دبرها الخديو إسماعيل وإلصاقها بالأحرار المصريين، تمت دعوة الضباط حيث تعرف عرابي على محمود سامي البارودي لأول مرة ليكون الشاعر الكبير رغم جذوره غير المصرية من قبل أجداده، ضمن الأحرار المصريين المطالبين بالعدل.


استحكم العداء بين المصريين والعنصر التركي الشركسي في الجيش وحدثت مظاهرات ضد عثمان رفقي الجركسي وتمت المطالبة بعزله وتم تعيين الشاعر محمود سامي البارودي ناظرًا للجهادية.


ويضيف صبري في مقاله أنه في 25 يوليو عام 1881م وبينما كان الخديو يصيف في الإسكندرية صدمت عربة تاجر أحد  الجنود فحمله رفقاؤه إلى سراي رأس التين وطلبوا من الخديو النظر في القضة فغضب الخديو توفيق وأمر بعقد مجلس حربي وأمر بنفي الجنود الذين حملوا جثة زميلهم إليه إلى السودان، فشكا عبدالعال حلمي، محمود سامي البارودي ناظر الجهادية، وقام بعرض الشكوى فشك الخديو توفيق أن البارودي يعمل باتفاق مع العرابيين، فقام بعزله وعين مكانه داوود يكن ابن عمه، لتتصاعد أحداث الثورة العرابية.


يقسم صبري الثوار العرابيين إلى عدة فئات؛ المتعصبون بشدة للقومية المصرية والمعتدلون، مؤكدًا أنه حين تم عزل الباردوي ذهب عرابي سرًا للبارودي في منزله بالقاهرة، مؤكدًا مساعدته ومعاضدته، ثم حدث في اليوم الثاني أحداث عابدين بعد أحداث تجريد الضباط المصريين من رتبهم ومحاكمتهم وإيداعهم السجن برضا الخديو توفيق، حيث توجه أحمد عرابي إلى العباسية وطلب من الجنود التحرك لنصرة إخوانهم المصريين.

ويؤكد محمد صبري أن حادثة عابدين هي أول أحداث الثورة العرابية ولها أهميتها في التاريخ، حيث قال عرابي للخديو توفيق إن الجيش سيحضر إلى سراي عابدين بخصوص طلبات عادلة تتعلق بإصلاح البلاد، وقد لقيت هذه المطالب آذانًا صاغية من الشعب.

وقد اجتمعت الجنود مع عرابي في 9سبتمبر عام 1881م وطلب عرابي باسم الجيش الذي هو قوة الأمة إسقاط الوزراة، وتشكيل مجلس النواب وزيادة عدد الجيش، فتردد الخديو ثم عين شريف باشا بدلًا من من رياض باشا الذي كان مكروها، وقد تم إرجاع البارودي لمنصبه، وقد قبل المنصب على مضض لتولي منصب ناظر الجهادية مرة ثانية.

يقول صبري إنه طلب من عرابي بإلحاح من سامي البارودي السفر إلى رأس الوادي بالشرقية موطن عرابي، وطلب من علي عبدالعال حلمي بالسفر لدمياط، ومن حسنات عرابي أنه رفض الرحيل دون تحقيق الرغبات بتشكيل مجلس النواب وكان الاحتفال بتوديعه من الشعب من الأمور العجيبة.

أدت التدخلات الفرنسية والإنجليزية في الشأن المصري آنذاك لكثير من التعقيدات وانتهى الخلاف باستقالة شريف باشا وتعيين أحمد عرابي ناظرًا للجهادية، وقد عثر محمد صبري على نص خطبة البارودي في أوراق أحمد عرابي وهي الخطبة التي ألقاها في البرلمان حيث طالب ألا يكون التعصب الأعمي دخلًا في الأعمال الوطنية.

وطالب الحكومة بتحقيق مطالب البلاد ولكن محمد صبري يؤكد أن القوي الأجنبية باتوا يعقدون الأمور للاستيلاء على مصر وتأليب الجنس التركي والجركسي، لتنشب أحداث أخرى، حيث اكتشف عرابي قيام ضباط من ذووي الأجناس التركية والجركسية، بالانقلاب عليه ويأمر بنفيهم ليعارضه الخديو توفيق لتحدث أحداث ضرب الإسكندرية وإحراقها من قبل الإنجليز الذين قدموا للبلاد برضا الخديو توفيق.

دعا عرابي محمود سامي البارودي أن يكون قائدا لفرقة الصالحية للوقوف ضد التدخل البريطاني والدفاع عن الوطن، وقبل محمود سامي البارودي، لتنشب الأحداث وتنتهي بموقعة التل الكبير التي حدثت في 13 سبتمبر 1882م، حيث انكسرت الثورة ودخلت مصر في قبضة الاحتلال البريطاني الذي قام بتسريح الجيش والشرطة ونفيهم لإفريقيا لوقوفهم ضده واستبسالهم بشجاعة أمام أطماعه.


ذكرى موقعة التل الكبيرذكرى موقعة التل الكبير

ذكرى موقعة التل الكبيرذكرى موقعة التل الكبير

ذكرى موقعة التل الكبيرذكرى موقعة التل الكبير

ذكرى موقعة التل الكبيرذكرى موقعة التل الكبير

ذكرى موقعة التل الكبيرذكرى موقعة التل الكبير
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة