Close ad
12-9-2020 | 00:54

الواقعة التى اشتهرت وانتشرت بسرعة البرق على وسائط التواصل الاجتماعى باسم سيدة القطار، ثم تناولتها وسائل إعلام داخلية وخارجية، تنطوى فى تقديرى على مجموعة دروس شديدة الأهمية وعظيمة المغزى.

الدرس الأول يتعلق بسلوك موظفى القطار مع راكب لا يحمل تذكرة! لقد كان من حقهما بل من واجبهما أن يسألا الراكب عن تذكرته، ولكن من المهم تماما ألا يتم ذلك على الإطلاق بطريقة مهينة له، هناك إجراءات قانونية يمكنهما اتباعها بهدوء وأدب، ولكننا شاهدنا تطاولا وإساءة وصلت لحد محاولة نزع رتبة الجندى من فوق كتفه، ذلك تجاوز وحماقة أوجبت المساءلة والعقاب.

الدرس الثانى يتعلق بما درجنا عليه دائما وعرفناه من وجود تعريفة مخفضة للعسكريين فى المواصلات العامة (كنت أستفيد منها عندما كنت مجندا فى أوائل سبعينيات القرن الماضى!) وهذا أقل شيء نقدمه لهم مقابل تضحياتهم الغالية من أجل الوطن، وأعتقد أنه يمكن أو يجب تنظيم استخدامها على نحو يتفق عليه بين القوات المسلحة والسكك الحديدية، بما فى ذلك اقتراح بإمكانية توفير أبونيهات مجانية للمجندين من الرتب الدنيا، ويقينى أن الفريق كامل الوزير قادر على ذلك تماما.

الدرس الثالث، والأهم والأروع، هو السلوك المتحضر، المفعم بالصدق والوطنية من جانب السيدة صفية أبوالعزم، التى تدخلت بحسم وعفوية لدفع قيمة التذكرة للجندى وتجنيبه النزول من القطار.

الدرس الرابع، الجميل والمؤثر هو علاقة الحب والود بين صفية وزوجها... وتأملوا كلماتها الرائعة عنه: أعرفه من دقات قلبه... هو كل حاجة فى حياتى... هو عندى بالدنيا واللى عليها.

إن من المؤكد أن طاقة هذا الحب بين صفية وزوجها تسهم بقوة فى تفسير سلوكها بالقطار، إنها تمدها باستقرار عاطفى ونفسى جعلها تتصرف على هذا النحو البسيط والحاسم فى نفس الوقت.

وأخيرا، فإن ذيوع هذه الواقعة وانتشارها يشير أكثر وأكثر إلى الدور المتزايد والكاسح للسوشيال ميديا فى تغيير حياتنا ومصادر معلوماتنا!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..

الأكثر قراءة