Close ad
8-9-2020 | 02:20

تابعنا جميعا فى الشهرين الماضيين الأحداث الكارثية التى وقعت فى بيروت مع الانفجار الهائل الذى وقع فى مينائها فى 4 أغسطس الماضى.

لقد وقفنا فى مصر حكومة وشعبا بصدق وتجرد إلى جانب لبنان الجريح، وتحدثت أكثر من مرة عن العلاقة الشديدة الخصوصية بين بلدينا، والتى أعتقد أن أروع ما فيها كان دائما هو تجردها من التدخلات الفجة التى عاناها لبنان من أطراف دولية واقليمية تسعى لنصرة هذا الطرف أو تلك الطائفة! إن أكثر ما لفت نظرى وأنا أتابع الشئون اللبنانية أخيرا هو أنها حدثت ولا تزال تحدث فى العام الذى أراده اللبنانيون ــ ولهم كل الحق- عاما للاحتفال بمرور مائة عام على إعلان قيام لبنان الكبير عقب الحرب العالمية الاولى.

وكما نعلم جميعا من دروس التاريخ التى تلقيناها فى المرحلة الثانوية، وكنتيجة لهزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الاولى (التى كانت تسيطر على المنطقة العربية) اتفقت فرنسا وبريطانيا فى اتفاقية سايكس بيكو السرية على اقتسام منطقة المشرق العربى (والتى كانوا يسمونها الهلال الخصيب) بينهما فكانت متصرفية جبل لبنان من نصيب فرنسا (إلى جانب سوريا وشمال العراق وأجزاء من تركيا)، وهى الاتفاقية التى نعلم من دروس التاريخ أيضا أن الذى فضحها وأفشى أسرارها هو النظام الشيوعى الذى قام فى روسيا عام 1917.

المهم أن الجنرال جور- وهو القائد العسكرى الفرنسى الذى أسهم فى ترتيب المنطقة بعد هزيمة الأتراك - قام بضم عدد من المدن الساحلية لتوسيع المتصرفية وأعلن إنشاء ما سماه دولة لبنان الكبير فى أول سبتمبر عام 1920. التى يحتفل اللبنانيون بمئويتها هذا العام. إننى اتمنى أن تتاح للشعب اللبنانى الشقيق فرصة حقيقية للاحتفال بتلك المناسبة، وأن تكون بداية وفرصة حقيقية لكى يسعى اللبنانيون إلى الانصهار فى بوتقة وطنية واحدة، بوتقة دولة مدنية حديثة تتخلص من قيود الطائفية الشائنة، وتنبذ التدخلات الخارجية كلها فى شئونها تحت أى مسمى، مستذكرا هنا نداء أنور السادات البليغ إرفعوا أيديكم عن لبنان!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..

الأكثر قراءة